د. محمد باجنيد يكتب:

الفكر والأدب جامعا الناس.. وصانعا البهجة.. وما أن أكون في ضيافة أربابهما ومريديهما؛ حتى أكون في قمة التجلي وأعود إلى داري منتشياً بحلل من الجمال تفيض على محياي!

أيها الفكر.. أيها الأدب لا تذهبا بعيداً، فإني عطش جداً لشرابكما اللذيذ!

في الأسبوع الماضي كنت في الرياض أعيش سكرة الفكر، أمارس طقوسي التي أعشقها.. ثملاً بعالمي الذي لا أقوى على فراقه.. قدمت برنامج القيادة المتقدمة الحديثة لمدة خمسة أيام عبر مركز صناعة النجاح لمجموعة من قياديي شركة مراكز الاتصال CCC وهي شركة رائدة في إدارة تجارب العملاء والقنوات الرقمية، يعمل بها أكثر من 5 آلاف موظف وموظفة، ومدعومةً باستقرار مالي كبير.. كان تدريب بعض موظفي الشركة -بالنسبة لي- تجربة فريدة أتاحت لي الفرصة بأن أقدم مادة تطبيقية ثرية تفاعل معها المشاركون في البرنامج من موظفي وموظفات الشركة.. وشدتني كثيراً قدراتهم المهنية العالية وثقافتهم الممتازة.. ووجدت نفسي أحلق معهم نبحث عن حلول لكثير المشكلات، التي تواجههم في العمل.. ووجدت فكراً وثاباً وحماساً منقطع النظير.. فتركت لهم الفرصة ليدربوني كما أدربهم.. انتقلنا سريعاً من الأسلوب التوجيهي للقيادة إلى الأسلوب التفويضي، واستمتعت بعروض إبداعية ورفعت لهم القبعة الخضراء!

وفي نهاية البرنامج، دعاني الأستاذ نايف المهيلب وقد كان أحد المشاركين في البرنامج إلى استراحته والتقيت في المساء بإخوته وأصدقائه وهم من خيرة الناس أدباً وفكراً.. والتقيت هناك بأخي الشاعر الكبير الأستاذ تركي المريخي، وسررت بإلقاء بعض قصائدي في حضوره، وكانت كما قال أبو مشاري ليلة من ألف ليلة وليلة!

*****

يا صباح الشعر:

من ذلك البدر؟..

يبدو أنه قمري..

بل صوت عمري..

ضياء الشمس والبرد..

أظنه ظل في ترحاله زمناً..

حتى أتاني..

وقد ألقى به ولهي..

لعله صابر مثلي وأجهده..

طول السراب..

ولفح حارق نزق..

رسمته في خيالي أبيضاً نضراً..

وجاءني فوق ما دار في خلدي..

bajunaidm@hotmail.com