واس - عرفات

قيادة المملكة حرصت على تنظيم الشعيرة وحماية الحجيج

بيَّن فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء الشيخ د. بندر بليلة، مراتب الإحسان وأنواعه ومنازله، مشيرًا إلى أن الإحسان يشمل العبادة، وكذلك التعاملات المجتمعية.

وقال فضيلته، خلال خطبة يوم عرفة من مسجد نمرة أمس، إن مما أمركم الله به الإحسان، فيحسن العبد في عبادة الله، وأعظم ذلك الإحسان بالتوحيد، وإفراد الله بالعبادة، مشيرًا إلى أن من الإحسان في عبادة الله المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها كل يوم، وأداء الزكاة وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام.

الإيمان بالله

وأضاف إن من الإحسان الإيمان بالله ربًا ومعبودًا، والإيمان بملائكته وكتبه وجميع رسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره، فقدر الله نافذ وقضاؤه لا محالة واقع.

وأكمل: كيف لا يحسن الإنسان بعبادة الله، وهو سبحانه قد أحسن إلى العباد وتفضل عليهم بصنوف النِّعَم، حيث أوجدهم من العدم، وأسبغ عليهم الخيرات، ووالى عليهم المسرات، ومن إحسانه سبحانه بالعباد أن أنزل إليهم الكتب وأرسل الرسل لهداية البشر، كما أنزل كتابه العظيم القرآن الكريم على محمد «صلى الله عليه وسلم»، قال تعالى: «لقدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ».

الترابط الاجتماعي

وأكد فضيلته أن مما أمر الله به الإنسان أن يحسن إلى مخلوقات الله بأنواع الإحسان، فيحسن الإنسان لكل من به صلة، مشيرًا إلى أن من الإحسان تربية الأبناء والسعي في الترابط والتكافل الاجتماعي، فيحسن الزوج لزوجته ومطلقته وتحسن الزوجة لزوجها.

وقال: إن الإحسان إلى جميع الخلق يشمل الأقوال اللفظية الجميلة، قال تعالى: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»، ويشمل كذلك الفعل العادل الذي يستحقه كل أحد بحسب تصرفاته، ومن ذلك الإحسان في الدعوة إلى الله، وحسن الاستقبال والتحية.

وبيّن أن من الإحسان إلى الناس الصبر على أذاهم، وشأن المؤمن أن يتبع أحسن الأقوال والأعمال، وما ذاك إلا للمؤمن؛ لأن المؤمن يعلم أن الإحسان هو ميدان المنافسة والمسابقة.

وأوضح فضيلته أن الإنسان بإحسانه في عبادة الله وإحسانه إلى عباد الله يكون قد أحسن لنفسه، لقوله تعالى: «إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ»، ويكون بذلك قد حاز محبة الله ومعيته والقرب من رحمته، «وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».

وأوضح د. بندر بليلة، أن مما جاءت به الشريعة مقابلة من أحسن بالدعاء والثناء والاعتراف بالإحسان، ولذا ذمَّ النبي «صلى الله عليه وسلم» كفر الإحسان بإنكاره، وعدم الإقرار به.

أمان صحي

وقال: إن ممن أحسن إلى المسلمين قاطبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، برعايتهم لأمر الحجيج وقيامهم على الحرمين الشريفين وسعيهم في حفظ الأمن فيهما، وتوفير من يحسن للحجاج والمعتمرين مع حرصهم على سلامة موسم الحج من أن يكون محلًا لانتشار الأمراض، أو أن يكون بؤرة للوباء والحرص على إقامة الشعيرة بشكل صحي يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي، تحقيقًا لمقاصد الشريعة في حفظ النفس، فجزاهما الله خير الجزاء وبارك فيهما وجعلهما من أسباب الخير والهدى والسعادة للناس أجمعين.

ودعا حجاج بيت الله الحرام لأن يؤدوا مناسكهم على وفق ما فعله رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، وأن يكثروا في هذا الموطن الشريف من الدعاء لأنفسهم وقرابتهم، ولولاة البلاد وللمسلمين عمومًا، سائلا الله تعالى أن يحسن إلى عباده المؤمنين، وأن يجعلهم محسنين لبعضهم بعضًا، وأن يؤلف ذات بينهم ويجمع كلمتهم على الحق ويصلح قلوبهم.

نصح الحجاج بالإكثار في هذا الموطن من الدعاء لأنفسهم وقرابتهم