محمد حمد الصويغ

أفكار وخواطر

لا يمكن لعالمنا العربي أن يعيش في عُزلة عن العالم، وهذه مسألة بدهية مفروغ منها، فنحن من أكثر الأمم احتكاكًا بالحضارات الأخرى، نتأثر بها ونؤثر فيها، وهذا يعني بطبيعة الحال انتفاء ما يسمى بـ الغزو الثقافي إلى ديارنا، فنحن أصبحنا نمتلك اليوم من أدوات الاتصال الإعلامي ما يملكون، فلماذا نستخدم كلمة الغزو إذن.. بدلًا من كلمة التبادل؟، فكلمة الغزو في ظاهرها وباطنها توحي بالعدوانية والتسلط، ولا أظن أنها تليق بالعملية الثقافية ما دمنا لا نعيش في حقيقة الأمر بفعل ثورة المعلومات والاتصالات في عُزلة عن العالم، ولهذا التبادل مظاهره وأسبابه، ومن مظاهره الإيجابية إذا ارتكزنا على الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة التبادل الثقافي، ما حدث من تضييق فجوة المسافات بين شعوب ودول العالم.

وإذا سُئلنا عن إبداعاتنا العربية في مجالات الثقافة والفكر والأدب، وهل هذه الإبداعات صالحة للتصدير بما يرفد الحركة الفكرية والثقافية الدولية، فلا شك في أن لكل دولة عربية إسهاماتها الفكرية وإبداعاتها التي يمكن بها تشكيل رافد أساسي للحركة الفكرية الدولية التي يمكن نشرها بسهولة ويُسر، عبر قنوات التبادل الثقافي، ولا أقول الغزو بين معظم الشعوب التي أخذت تستفيد اليوم من وسائل الاتصال عبر القنوات والاتصالات الفضائية المتعددة، فلا أظن أن فكرنا العربي غير صالح للنشر عبر تلك القنوات، فكما نقلنا حضارتنا العربية الأصيلة إبان الفتوحات الإسلامية المظفرة قديمًا إلى كثير من الأمم والشعوب فتأثرت بها، يمكننا اليوم أن ننقل حضارتنا العربية المعاصرة إلى حضارات غيرنا.

mhsuwaigh98@hotmail.com