عبدالعزيز العمري - جدة

سريعة الإنتاج وقليلة التكلفة في صنع الأدوية واللقاحات

أكد مختصون أن تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال «mRNA» تمتاز بسرعة الإنتاج وقلة التكلفة، مقارنة بغيرها من تقنيات صنع الأدوية واللقاحات، والتي ستُحدث نقلة نوعية في المواجهة والحد من انتشار فيروس «كورونا»، وغيره من الفيروسات الأخرى، متوقعين أن يتم استخدام هذه التقنية في لقاحات الإنفلونزا ودمجها مع لقاحات «كوفيد-19».

غير مستحدثة

وقالت استشاري الأمراض الباطنية بمستشفى الملك فهد الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن، د. عائشة العصيل، إن «تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال mRNA تقنية ليست مستحدثة؛ وإنما بدأت دراستها منذ عام 1989، وكانت في مجال اللقاحات ضد الفيروسات، وكذلك في بعض أنواع السرطانات، موضحة أن التقنية تمتاز بسرعة الإنتاج وقلة التكلفة مقارنة بغيرها من تقنيات صنع الأدوية واللقاحات.

تطور سريع

وأضافت: لذلك فمن المتوقع أن تتحول لقاحات الإنفلونزا إلى هذه التقنية ويتم دمجها، أسوة بما حدث مع لقاح إنفلونزا الخنازير، الذي تم دمجه الآن مع لقاح الإنفلونزا الموسمية، فيتلقى الفرد لقاحًا واحدًا يجمع فيه أهم فيروسات الإنفلونزا بدلاً من لقاحين، ما سيوفر كميات كبيرة منه تكفي العالم، وتكون التكلفة معقولة، متابعة: وهذا يحد من انتشار الأوبئة في المستقبل، ويقلل من حالات التهاب الرئة والتنويم في المستشفيات، والعلم والمعلومات والتقنيات تشهد تطورًا بشكل سريع وإمكانية حدوثه جدًا كبيرة وآثاره سوف تكون إيجابية.

دراسات مبدئية

من ناحيته، قال طبيب زمالة الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، د. عليان آل عليان: إن لقاح الإنفلونزا الموسمية له العديد من الفوائد؛ منها تقليل الأعراض التنفسية الناجمة عن التهاب الجهاز التنفسي من هذه الفيروسات، مضيفًا: وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن عدد الحالات السنوية يتراوح بين 3-5 ملايين حالة مريضة سنوية ناتجة عن فيروسات الإنفلونزا بشتى أنواعها، وإن الوفيات تقدر بنحو نصف مليون حالة سنويًا.

دراسات بحثية

وتابع: وتجري حاليًا شركة مودرنا دراسات بحثية مبدئية لإضافة لقاح كورونا من ضمن أجزاء لقاح الإنفلونزا الموسمية، التي تعتمد فيه على تقنية وضع أجزاء من التركيبة الجينية mRNA للفيروس، القادرة على التكوين السريع للأجسام المضادة لمواجهة هذه الفيروسات التنفسية، وما زالت الأبحاث تحت الدراسة إلى الآن، ولكن في حالة نجاح هذه الأبحاث ستكون نقلة نوعية مستقبلاً، وسنرى فوائدها على المدى الطويل في المواجهة والحد من انتشار هذا الفيروس، وغيره من الفيروسات الأخرى.

إمكانية الدمج

من جهته، قال وكيل وزارة الصحة د. عبدالله عسيري، إنه بعد انتهاء الجائحة، قد تتحول لقاحات الإنفلونزا إلى تقنية mRNA وتدمج مع لقاحات «كوفيد-19».