عبدالله الألمعي

دائمًا وأنا أقرأ سِير العلماء والسلف الصالح والأدباء، ومَنْ كانت لهم بصمات واضحة في القرون السابقة، وجعلونا بفضلهم أن نتناقل العلم ونستفيد منه حتى هذه اللحظة، أقول: كيف لنا أن نرى أنفسنا بينهم على أقل تقدير؟

عند الرجوع لزمنهم والنظر اليوم لزمننا، نجد فرقًا شاسعًا وفجوة لا تُسد، فكانوا قديمًا على قدر مجلداتهم وإنجازاتهم الشرعية والعلمية والأدبية التي هي بحوزتنا اليوم، يتحملون عناء السفر على ظهور الدواب، وعلى أرجلهم ولمسافات طويلة رغبةً في طلب العلم والبحث عنه.

واليوم نجد كل الأساليب، التي تساعدنا في البحث والاستفادة في كل المجالات إن أردنا، ولكن على الرغم من كل هذا نسعى جاهدين لأن ننشغل بتوافه الحياة وملهياتها دون النظر لخطر ما نهتم به وانشغالنا عن العلم.

ماذا لو كان الشيخ ابن شهاب بيننا اليوم، الذي مكث في طلب العلم خمسًا وأربعين سنة يتنقل من الشام إلى الحجاز! فماذا سيُقال عنه؟ غريب شاذٌّ عن توافهنا!

يجب أن يكون لكل شخص مرجعه في أي تخصص يميل إليه، فالوقت يتعجل بنا ونحن لا نشعر بالخسارة التي نواجهها، كيف سنصبح في المستقبل وحاضرنا مليء بالجهل.

لا يمكن أن يكون الجميع علماء أو نوابغ، بل الواجب أن نملك من العلم قليلًا لكي نتسلح به، سلاح لا يصدأ مع الوقت، بل على أقل تقدير ألَّا نكون جهلةً.

نتملك العقول والوقت، وسهل علينا الحصول على المعلومة، ولم يبقَ سوى الاجتهاد القليل على أقل تقدير لكي نبتعد عن دائرة الجهل والجهلاء.

@asir_26