واس - المدينة المنورة

يجوب الأروقة والساحات لتوزيع المياه على الزوار والمعتمرين

مهنة «السقا» أو «السقاية» هي واحدة من أقدم المهن في المسجد النبوي، حيث يُجلب الماء من العيون والآبار ليجوب به السقا بين أروقة وساحات المسجد، بهدف خدمة الزوار والمعتمرين، ولا تزال موجودة حتى عهدنا الحاضر على الرغم من التغيرات الحديثة التي طرأت عليها.

مهنة متوارثة

وأوضح الباحث في التاريخ والآثار د. ضياء عطار، أن السقاية من أشهر المهن القديمة المتوارثة، اذ مرت بمراحل وتطوير مستمرين، إذ كان السقاؤون ينقلون مياه الآبار إلى المسجد بأيديهم وعلى أكتافهم، ويسقون بها المصلين، وكانت الأعداد تتضاعف في شهر رمضان المبارك.

ماء زمزم

وأضاف أن الحكومة الرشيدة اهتمت اهتمامًا كبيرًا بهذا الجانب منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، واستمر أبناؤه الملوك من بعده، من خلال توفير خزانات وبرادات تستوعب أطنانًا من المياه، حيث تولت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي ممثلة في إدارة السقيا، أمر السقاية في المسجد، وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- أمر بنقل ماء زمزم من مكة إلى المسجد النبوي عن طريق الصهاريج الناقلة المجهزة بمواصفات خاصة لحماية المياه من أي مؤثرات، ومع التزايد المستمر في أعداد الزوار والحجاج كل عام ازدادت الكميات.

حافظات محمولة

وأوضح مدير إدارة السقيا بالمسجد النبوي، بكر الأحمدي، أن الإدارة توفر بشكل يومي 90 حافظة محمولة على الظهر من مياه زمزم، يجري إعادة تغذيتها بشكل مستمر، وتستوعب كل حافظة 100 كأس، بالإضافة إلى توزيع عبوات ماء زمزم لسقيا المصلين، ويراعى فيها أعلى معايير السلامة والوقاية الصحية حرصًا على سلامة قاصدي المسجد النبوي.