عبدالرحمن المرشد

العلاقات السعودية العُمانية شهدت خلال الفترة القليلة الماضية تحولاً إيجابياً كبيراً، وبالتحديد منذ تولي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم، حيث شهدنا العديد من التقارب في وجهات النظر في الكثير من الملفات السياسية، التي تشهدها المنطقة ويعزز ذلك التقارب الموقع الإستراتيجي المهم، الذي يحتله البلدان، حيث يشرفان على مواقع إقليمية ودولية.. إذ تطل السعودية على البحر الأحمر من ناحية الغرب وعلى الخليج العربي من الناحية الشرقية، بينما تشرف سلطنة عُمان على أحد أهم المضايق البحرية في العالم وشريان الطاقة العالمية وهو مضيق هرمز في شمال السلطنة، وأيضاً المحيط الهندي وبحر العرب في شرق وجنوب السلطنة، علاوة على الخليج العربي وبحر عُمان مما يؤكد أن هاتين الدولتين تمثلان ثقلاً مهماً في المنطقة يتطلب تنسيقاً عالياً في الكثير من الملفات السياسية خلاف التعاون الاقتصادي، الذي بالتأكيد سيعزز حضورهما في مجال التصنيع والإنتاج نظير التحولات الاقتصادية الكبيرة، التي يشهدها البلدان من خلال رؤية المملكة 2030، ورؤية عُمان 2040.

الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأخيه السلطان هيثم بن طارق تعزز هذه العلاقات الإيجابية وتساعد على نموها وتطورها، وتؤكد حكمة القيادتين واستشعارهما لأهمية الظروف الراهنة، التي تعيشها المنطقة من حروب وكوارث تتطلب حنكة ومهارة تتجاوز العواصف، وهو ما حدث ولله الحمد حيث نسير من خلال رؤية واضحة متجاوزين العقبات ومتوافقين في الكثير من الملفات بفضل الله، ثم بمهارة وحنكة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، والسلطان هيثم بن طارق.

التبادل التجاري المتنامي في الفترة الأخيرة يؤكد ذلك الانسجام، حيث شهد تطوراً ملحوظاً في مجال الأغذية والتموين والمستلزمات الطبية ومواد البناء في أكثر من (100) منتج، كما أن المستثمرين السعوديين يمتلكون ويشاركون في أكثر من (140) مؤسسة في قطاعات الصناعات التحويلية والسياحة والنقل البحري.

منذ عقدين وأكثر نسمع عن مدينة صلالة العُمانية وما تمتاز به من جمال ساحر وطبيعة خلابة، ولا أبالغ إذا قلت أن نسبة كبيرة من السعوديين زاروا تلك المدينة، أنا شخصياً لم أذهب إليها ولكن شدني أحاديث الزائرين وما تزخر به البرامج الوثائقية عن تلك المدينة الجميلة.. بالطبع عُمان كلها جميلة ولن نختزل الجمال العُماني في صلالة، فهناك التاريخ والقلاع والحصون، التي تؤكد صلابة الرجل العُماني وقوة بأسه.

المنفذ البري المباشر بين الدولتين، الذي سيتم افتتاحه قريباً بالتأكيد علامة مهمة على نمو وتطور العلاقات التاريخية، وسيكون جسر تواصل بين الشعبين يفتح مزيداً من آفاق التعاون لازدهار بلديهما والمنطقة بشكل أجمع.

@almarshad_1