بوليتيكو

قالت مجلة «بوليتيكو»: إن حقبة ما بعد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بدأت في بروكسل.

وبحسب تقرير لـ «جاكوب باريغازي» و«ديفيد هيرسزنهورن»، فإن رحيل ميركل الذي يلوح في الأفق أطلق معركة حول قيم الاتحاد الأوروبي، ومن الذي سيحدد النغمة بمجرد رحيلها.

وأشار إلى أنه رغم أن 3 شهور تفصلنا عن الانتخابات في ألمانيا، إلا أن المعركة في بروكسل بدأت بالفعل.

وأضاف: بالنسبة إلى المستشارة الألمانية والشخصية الأطول بقاء بين زعماء الاتحاد الأوروبي، من شبه المؤكد أن القمة التي انتهت يوم الجمعة لم تكن آخر مجلس أوروبي لها.

وأوضح أنه من المحتمل أن تظل زعيمة ألمانية مؤقتة في اجتماعات الاتحاد في أكتوبر فيما تكون بلادها منشغلة بمحادثات تشكيل حكومي يحدد خليفتها.

وأردف: لكن التقاعد الوشيك للسيدة التي كانت تحدد النغمات في الاتحاد الأوروبي كان واضحًا بالفعل هذا الأسبوع، حيث تخلى القادة عن مناشدة فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر للتخلي عن قانون مناهض لبعض المجتمعات.

ونوه إلى أنه من المصادفة أن القادة الرئيسيين الذين يعقبونها في أطول فترة في الاتحاد الأوروبي هم الهولندي مارك روته والمجري أوربان، اللذان كانا في السلطة منذ 2010.

وأشار إلى أن ليلة الخميس شهدت اشتباكًا بين الرجلين إلى حد أن رئيس الوزراء الهولندي ذهب إلى حد اقتراح مغادرة المجر للاتحاد.

وأردف يقول: بينما كان الجدل ظاهريًا حول من سيشكل صوت الاتحاد الأوروبي بمجرد رحيل ميركل، هل يكون مارك روته، الليبرالي التقدمي اجتماعيًا، أو أوربان، الذي نصّب نفسه بطل الديمقراطية المسيحية غير الليبرالية.

ونقل عن دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي قوله: إن اجتماع المجلس هذا الأسبوع كان قمة انتقالية، سنفتقد مهارات ميركل وقدرتها على تجسير المواقف المختلفة.

وأردف التقرير: كان يشار إلى ميركل بأنها «زعيمة العالم الحر» بعد فوز دونالد ترامب بالبيت الأبيض، ونظر إليها الكثيرون في أوروبا على أنها الأكثر ثباتًا في الأزمات تلو الأزمات.

وتابع: الآن، هي على وشك الرحيل، وتتوسع الانقسامات في أنحاء الاتحاد الأوروبي، وأضاف: بالنسبة لروته وأوربان، كانت القمة هي نقطة الغليان في معركة كانت محتدمة منذ الصيف الماضي.

وأوضح أنه مع تصاعد الوباء، وجد الزعيمان نفسيهما على خلاف، حيث ناقش الاتحاد الأوروبي ما إذا كان سيربط الأموال من ميزانية الاتحاد الأوروبي الضخمة وحزمة التعافي بوعود «سيادة القانون» في دول الاتحاد الأوروبي.

وبحسب التقرير، كان روته من أبرز المؤيدين لهذه المبادرة، في حين أصبح أوربان أحد أكثر منتقديها صخبًا.

وتابع: بالنسبة لميركل، كانت القمة فرصة أخيرة لاستغلال مكانتها، كان رحيلها الوشيك واضحًا خلال نقاش مرير مطول بين القادة حول السياسة الروسية، ودفعت ميركل وحليفها المقرب، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، باقتراح في اللحظة الأخيرة لعرض قمة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار نهج جديد للجزرة والعصا مع موسكو، ردت بولندا ودول البلطيق ودول أخرى، بما في ذلك بعض دول الشمال، بشراسة ونسفت الخطة.

وأردف: قال العديد من المسؤولين والدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي إنهم يعتقدون أن رحيل ميركل ورغبتها في صياغة إرث لعبا دورًا في رغبتها في دفع مبادرة غير معدة ومتأخرة بشكل غير معهود، وقالوا أيضًا إنه في حين أن قادة أوروبا الوسطى والشرقية على الأرجح سيعارضون الخطة تحت أي ظرف من الظروف، فإن حقيقة أن ميركل أصبحت الآن بطة عرجاء سهلت عليهم التنديد بهذه الفكرة بقوة.