وليد الأحمد يكتب:

التصريحات الأمريكية الأخيرة المهادنة عن جماعة الحوثي لا يمكن فهمها بعيداً عن مواقف أمريكا المتسامحة مؤخراً تجاه الجماعة الإرهابية، التي انقلبت على الحكومة الشرعية في اليمن بدعم إيراني، وكان آخرها رفع الجماعة من قائمة الإرهاب.

الخارجية الأمريكية استدركت وحاولت إعادة تفسير تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ بشأن الحوثيين والصراع في اليمن، وقالت إن التقارير الإعلامية عنها خاطئة وكانت مبنية على ترجمة غير دقيقة أو لم يقصد المتحدث المعنى المباشر لمفرداتها الإنجليزية مثل عبارة we recognize ومعناها «نعترف بـ»، أو عبارة legitimate actor أي «ممثل شرعي»، مشيرةً إلى أنها لا تعترف إلا بالحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

فالمتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية صامويل ويربيرغ، أكد في أحاديث إعلامية تعقيبية أن المبعوث الأمريكي لليمن كان يقصد أن الإدارة الأمريكية تلاحظ أن الحوثيين موجودون في الأرض اليمنية، ويجب أن نتعامل معهم! التعقيب الأمريكي لم يبدو مقنعاً لكنه منسجم مع سلبية الموقف الأمريكي والمجتمع الدولي في التعامل مع جرائم الحوثي وتهديده أمن جيرانه، واستهدافه للمدنيين ولأمن إمدادات الطاقة العالمية، فضلاً عن احتلاله لعاصمة عربية بقوة السلاح.

وبغض النظر عن تأويلات بعض المحللين من أن تصريحات ليندركينغ عن اعتراف الولايات المتحدة بالجماعة الحوثية هي إشارة لسلطة الأمر الواقع في المناطق، التي تحكم السيطرة عليها شمالي البلاد، وبغض النظر عن تأويلات آخرين بأن التصريح رسالة أمريكية إلى إيران في سياق مفاوضاتها لتسريع العودة للاتفاق النووي، أو أنها فعلا زلة لسان مقصودة أو غير مقصودة، فإن المحصلة النهائية واحدة وهي المزيد من التعقيد في الملف اليمني، والمزيد من التمكين لسياسة ايران وميليشياتها في زعزعة استقرار المنطقة على حساب مصالح وأمن دول الخليج، فهل مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية الأخيرة مع شركائها من دول الخليج العربي، الذين تربطهم بها علاقات تاريخية، وشراكات إستراتيجية في الاقتصاد والصناعة والحرب على الإرهاب ممتدة لأكثر من سبعة عقود، أم أن مصلحتها مع إيران الثورة، التي بدأت عهدها في العام 1979 باقتحام السفارة الأمريكية واحتجاز 52 رهينة أمريكية لمدة 444 يوما؟

woahmed1@