د. شلاش الضبعان يكتب:

المجتمعات الحية تقدّر متقاعديها وتفخر بهم وتسعى للاستفادة من خبراتهم بكل وسيلة، فقد ساهموا في بنائها وبذلوا من أجلها، وأعتقد أن مسؤولية الاستفادة من كنوز المتقاعدين تقع عليهم شخصياً وعلى مؤسسات المجتمع.

على رأس مؤسسات المجتمع التي ينتظر منها الأكثر تجاه المتقاعدين، المؤسسات التي تقاعدوا منها، وذلك بألا تكتفي بأن يكون آخر علاقتهم بها حفل تكريمهم بمناسبة التقاعد مع أهمية هذا التكريم، ولكن تستطيع المؤسسات الاستمرار في الوفاء والاستفادة، بتقديم ميزات لهم عند مراجعتهم كسرعة إنهاء معاملاتهم وتقديرهم التقدير اللائق، وعقد لقاءات سنوية مع الموظفين الجدد لمن يرغب ويتقن منهم، واستضافتهم في دورات وندوات دورية يستفيد منها العاملون في المؤسسة.

وأيضاً مؤسسات المجتمع المدني كجمعيات التنمية والأندية الأدبية واللجان الثقافية وما في حكمها، من الممكن أن تقدم الكثير للمجتمع والمتقاعدين من خلال المتقاعدين، وذلك بتقديرهم واستضافتهم لتقديم تجاربهم الحياتية وخبراتهم العملية للمجتمع.

وأيضاً المجالس المعمورة في مجتمع مثل مجتمعنا يفخر بكون مجالسه مدارس ومؤسسات ينطلق منها الأبناء عليها دورها تجاه المتقاعدين، وذلك بأن تصدّر أصحاب الخبرة وتعطيهم تقديرهم ليستفيد منهم الأجيال القادمة، بدلاً من أن تتحول مجالسنا إلى محادثات جانبية بين كل اثنين، أو الانشغال بالجوالات ومتابعة ما لا ينفع ولا يضر، أو يضر ولا ينفع.

هناك الجمعية الوطنية للمتقاعدين والتي تهدف إلى استثمار كفاءات وخبرات المتقاعدين وتقديم الخدمات الثقافية والاجتماعية والأنشطة الترويحية، إضافة إلى دعم البحوث والدراسات المتخصصة وتمكين المتقاعدين من المشاركة في التنمية، أعتقد أن عليها مسؤولية كبيرة جداً وتحتاج الكثير حتى تحققها فما زالت بواقعها الحالي بعيدة عنها رغم أن لها فروعاً في مناطق متعددة من المملكة.

بقيت مسؤولية المتقاعد نفسه، وذلك بألا يستسلم للفراغ والشفقة، وأن يدرك أن بداية المشروع بعد التقاعد، سواءً بالتأليف عن تخصصه وتجاربه، أو بالتدريب على ما يحسنه من خلال بناء حقائب تعتمد على التجربة مع الجانب النظري وتسويق نفسه وعدم انتظار الآخرين، وبالقيام بالمشروع الذي يهواه بعد التقاعد.

علينا أن ندرك أن التقاعد بداية مرحلة، ويجب أن نتعاون جميعاً لتكون كذلك.

@shlash2020