مطلق العنزي

في هذه الأيام يكابد المواطنون في العراق وسوريا ولبنان واليمن آخر مفاخر هدايا نظام المرشد خامنئي، وهي الانقطاع المستمر بالكهرباء في أوقات حرجة وخطيرة وقيظ يشوي الوجوه والأجساد، ويهدد الحياة.

وكانت هذه البلدان تنعم بكهرباء مستدامة، طوال عقود، إلى أن تمكن نظام الملالي من الإمساك بتلابيبها فحولتها ميليشياته إلى أرض يباب على كل صعيد، تنهار فيها كل الأنظمة المدنية، وأخيرا انهيار تام لنظام إمداد الطاقة الكهربائية. وبذلك تخرج هذه المدن من العصر الصناعي إلى عصور الظلمات، لتتفق حالها مع نمطية الفكر الخميني والنهج «الظلامي» للملالي.

وهذا طبيعي لأن نظام إيران يصدر كل مفاهيمه وثقافته إلى البلدان التي يحتلها، بما فيها ثقافة الإدارة المدنية الفاشلة. فيجعلها مجرد ساحة للثأر والانتقام ورواج الفشل والأمراض في كل جوانب الحياة. والمجد وحده والعلياء لمكائن الميليشيا الخمينية، التي تعلن بيع «ما عز من وطن غال ومن نسب» للولي والفقيه، وتهديه، مجانا، الأرض والإنسان والكرامة والمستقبل، فقط كي تقر عيناه ويرضى.

العواصم الشهيرة بأنها مدن البهاء والأنوار وفخر التاريخ: بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت، تتحول تحت الاحتلال الإيراني، إلى مدن ظلام وعتمة ومستقبل مخيف، مثل مدن إيران تماما، ينهار فيها التعليم والصحة والاقتصاد والتنمية وحتى العلاقات الاجتماعية. وتعطى الوجاهة للفاسدين والمجموعة الشللية واللصوص. وتسيطر مجموعات الجريمة المنظمة على الحكومات والوزراء والقضاء والقوى الأمنية، وتصبح المحاصصة والتعطيل والابتزاز ثقافة عمل ووباء يتفشى في كل زاوية من جغرافيا البلدان المنكوبة بالخمينية.

وأزمة إمداد الطاقة، وتحول ميادين مدن البهاء وشوارعها إلى أفران ومطابخ وظلمات.

وهذه ليست آخر هدايا الخمينية للدول الأربع، فهي مجرد أزمة من سلسلة أزمات مدنية أخرى، وأخطرها الأزمات الأمنية التي تجعل المواطنين رهائن لدى ميليشيات إيران، ولا ينجو سوى الذي يعلن خضوعه وولاءه للولي الفقيه، ويلهج بحبه وتبجيله، ولا يسأل لا عن تعليم ولا صحة ولا تنمية ولا سلام ولا مستقبل.

* وتر

أوطان الأمجاد.. والشموس

تحولها، بنادق الميليشيا، إلى معاطن وأوحال

ومشاوي..

تغير جلدها وأحلامها وتصبح مدن خوف

إذ يتنافس المتاجرون بالدم ومهج الأمهات ودموع الثكالى

malanzi@alyaum.com