عبدالعزيز إبراهيم - حفر الباطن

تسهيل البحث عن القبور.. وتعزيز وحدة التضامن للأهالي

وقفت «اليوم»، في جولة ميدانية على مقبرة الشهداء بحفر الباطن، على نظم الأتمتة الحديثة بالمقبرة، من خلال تطبيق «إكرام»، الذي يسهل البحث باسم المتوفى، ويعطي المعلومات كاملة، ورقم القبر، بكل سهولة، إضافةً إلى وجود أيقونة تعمل من خلال الـ GPS؛ للوصول مباشرة للقبر المقصود.

الإدلال للقبر

وقال صاحب التطبيق طارق الزايدي: إن «إكرام» يساعد في الإدلال لقبر المتوفى؛ للرجوع إليه عند الحاجة لذلك، خاصةً أن هناك الكثير من القضايا الجنائية التي تكتشف بعد الوفاة، فتضطر الجهات الأمنية لإعادة البحث عن الجثة وإعادة تشريحها، منها ما تتعلق بقضايا النسل، فيتفاجأ أبناء المتوفى بوجود إخوان لهم من أبيهم يطالبونهم بالميراث، فتعيد الجهات القضائية والصحية الجثة؛ لأخذ تحليل DNA وإثبات الأبناء، إضافةً إلى البعد عن وضع علامات وتناصيب على القبور.

بيانات كاملة

وأوضح أن التطبيق يعمل من خلال إدخال بيانات المتوفى كاملة، ومنها رقم القبر، والصف من قبل مسؤول الدفن لكل مقبرة، ومن ثم يأتي أهل المتوفى بمجرد الدخول للبرنامج والبحث باسم المتوفى، سيدلهم مباشرةً للقبر.

مواقف صعبة

من ناحيته، قال مدير إدارة تجهيز الموتى «المغسل» عدنان الظفيري: إنه يعمل بالمغسل منذ 23 عامًا، وإنه تعرض للكثير من المواقف الصعبة، منها غسل عائلة عروس «17 فردًا»، توفوا جرّاء حادث مروري.

أما عن التعامل مع جائحة «كورونا»، فأكد أنه غسل أول حالة وفاة، بتاريخ 25 من رمضان عام 1441هـ، وأنه وزميله ارتدا الأقنعة الواقية، والملابس العازلة، والأحذية المخصصة، واستلما الجثة، ثم تيممها وتطيبيها وتكفينها، ومن ثم الذهاب للمقبرة، وإنزالها بقبر يوجد به لحد، وتغطيته باللبن كي لا يدخل للميت تراب.

أهالي المتوفين

فيما أكد عامل حفر القبور محمد أعظم، باكساتني الجنسية، أنه لم يستطع النوم في أول يوم له، جرّاء الخوف، فأكثر من قراءة سورة الإخلاص، والمعوذتين، وحتى هذا اليوم تمر عليه الكثير من المواقف لأهل المتوفين، فمنهم مَنْ يعاود زيارة المقبرة كل فترة.

تطوع وتهذيب

أما متطوع دفن الموتى زيد الحربي، فبين أنه تطوع بمقبرة الشهداء بحفر الباطن، تهذيبًا لنفسه، ورجاءً لما عند الله، وأنه يتذكر أن آخر مآله هذا القبر، لذلك يأتي لطلب الاعتذار، حتى لو لم يكن مخطئًا.

وحدة تضامن

من ناحيته، قال مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بأمانة حفر الباطن سعود الصقري: إن «إكرام» هي مبادرة تُعنى بإكرام الموتى، دشنها وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ضمن سلسة المبادرات التي تدشنها الوزارة، والتي تتعلق بالأمور الخدمية، التي تمس الحياة المجتمعية، لا سيما أنها تعد تكريمًا للميت، بالإضافة لتعزيز وحدة التضامن لأهل المتوفى.