صفاء قرة محمد - بيروت

«القوات» تحذر من انفجار كبير.. و«المستشفيات» على شفا كارثة وشيكة

تواصلت الاحتجاجات، أمس، في عدد من المناطق اللبنانية، وبشكل خاص مدينة طرابلس في الشمال، فيما قطعت امرأة لبنانية طريقًا بجسدها للاحتجاج على الظروف المعيشية التي يمر بها اللبنانيون.

وشهدت عاصمة الشمال طرابلس، أمس، توترًا أمنيًا؛ حيث ترافقت الاحتجاجات مع ظهور بعض المسلحين بين المحتجين، وبحسب مصادر محلية فقد تجمع العديد من الشبان في شوارع عدة مناطق في المدينة كمنطقة التبانة والقبة؛ احتجاجًا على الوضع المعيشي، وثمة مخاوف من أن تتطور الأوضاع في المدينة إلى مستويات خطيرة جدًا، مما يُنذر بانفجار اجتماعي كبير.

وذكرت المصادر أنه تم إطلاق عيارات نارية، فيما انسحبت وحدات الجيش من معظم شوارع طرابلس بسبب الاحتقان الكبير وإطلاق النار الكثيف من قِبل المواطنين الغاضبين، وقالت المصادر إن الوضع خطير في المدينة، وباتت على صفيح ساخن.

وافترشت سيدة لبنانية الأرض وسط الطريق، ما تسبب بزحمة سير خانقة. وقالت: (أنا هون بدي أقطع). وتداول ناشطون مقطع فيديو يُظهر السيدة تقطع الطريق مع كلبها، فيما يطلب منها أحد المواطنين الابتعاد عن طريقه.القوات تحذّرمن جهته، حذّر النائب أنطوان حبشي، من حزب القوات اللبنانية، من انفجار كبير في لبنان، مشددًا على أن الناس تئن من العوز، وأموالهم محجوزة في المصارف، والمجلس النيابي لا يبادر للحفاظ على ودائعهم وحمايتها.

وقال موجهًا كلامه للرئيس نبيه بري: حذارِ من الانفجار الكبير يا دولة الرئيس، وهو سوف يطالنا جميعًا.

وأضاف في بيان، أمس: «قناعتنا والتزامنا هما هموم الناس ومشاكلهم، ونحن مع الناس نعيش هذه المشاكل والهموم، ونقف إلى جانبهم. ولكن لسنا مشرعين فقط، بل مراقبين. أين هذا المجلس من الرقابة؟ ماذا تراقبون اليوم؟ هل تراقبون عدم تشكيل حكومة منذ نحو ثمانية أشهر؟ هل تراقبون طوابير البنزين؟ هل تراقبون انقطاع الدواء؟ هل تراقبون سرقة أموال المودعين؟ وعوضًا عن ذلك نرى جدول أعمال يناقش بالطاقة الذرية التي تفتتنا، يناقش في أكل الكلاب بينما السلطة تنهش لحم اللبنانيين، يشرّع في قوانين لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بشؤون الناس وهمومهم، ولا انعكاسات إيجابية مباشرة لها على مشاكلهم اليوم».

البطاقة التمويليةوعقد مجلس مجلس النواب اللبناني، أمس، جلسة في قصر الأونيسكو في بيروت، بدعوة من الرئيس نبيه بري؛ لدراسة إقرار 73 مشروع واقتراح قانون، من بينها اقتراح قانون إقرار البطاقة التمويلية، وفتح اعتماد إضافي استثنائي لتمويلها، واقتراح قانون تحديد سقف الدعم عن بعض الأدوية، واقتراح قانون متعلق بالاعتداء على الأطباء والعاملين في المؤسسات الاستشفائية. وكان الرئيس بري قد دعا إلى عقد جلسة عامة، تستمر على يومين، وأقرّ البرلمان، أمس، مشروع البطاقة التمويلية مع فتح اعتماد لها بقيمة 566 مليون دولار سنويًا، كمدفوعات نقدية للأسر الفقيرة، في خطوة ستسمح بخفض برنامج دعم السلع الأساسية، الذي يكلف الدولة ستة مليارات دولار. كما وجّه البرلمان الحكومة بالموافقة على خطوط ائتمان استثنائية لتمويل البرنامج.

كارثة وشيكةمن جهتها، حذّرت نقابة أصحاب المستشفيات في لبنان من كارثة وشيكة، وأكدت النقابة، في بيان، أمس، أن «عدداً من المستشفيات قد استنفد المخزون الموجود لديه من مادة المازوت، وما تبقى لديه لا يكفي لتأمين حاجة الـ24 ساعة المقبلة».وأضافت: لذلك فإن النقابة تناشد المسؤولين المعنيين كافة ضرورة تأمين هذه المادة للمستشفيات فورًا، وإلا فنحن مقبلون على كارثة صحيّة مع عدم قدرة المستشفيات على تأمين التيار الكهربائي، علمًا بأننا أفدنا أن الشركات الخاصة المستورِدة ما زال لديها مخزون من هذه المادة».