أمجاد سند - الدمام

المتغيرات الحديثة أكدت الحاجة إلى خدمات الاستشارات المتخصصة

تعرف منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية بأنها حالة من اكتمال السلامة البدنية، عقليًا واجتماعيًا، وليس مجرد انعدام المرض أو العجز، وهي أيضًا حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكانياته الخاصة، والتكيف مع حالات التوتر العادية، والعمل بشكل منتج ومفيد، بجانب الإسهام في أنشطة المجتمع، وتُعد المشاكل النفسية بين أكبر 5 أسباب رئيسية للأمراض غير المعدية، وتؤدي إلى زيادة التكاليف الاقتصادية والاجتماعية التي قُدرت بنحو 2.5 تريليون دولار أمريكي لعام 2010.

العلاقات الاجتماعية جاء ذلك في اللقاء التشاوري للجمعيات ومراكز الاستشارات الأسرية ودورها في تعزيز الصحة النفسية للأسرة السعودية، الذي أقيم مؤخرًا افتراضيًا، من المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية، والذي امتد لقرابة ثلاث ساعات بمشاركة عدد من المختصين، أنه على الرغم من وجود عدد من العوامل التي تؤثر على جودة الحياة، فإن العلاقات الاجتماعية لها تأثير كبير على تعزيز جودة الحياة للأسر، وتحسين خدمات الصحة النفسية مستقبلًا، لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وتزداد سعادته وصحته النفسية بزيادة دعم المقربين له، كما أن الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية على وجه العموم يزيد من التماسك الأسري، ويقلل من الاضطرابات الاجتماعية والنفسية، إضافة إلى أن العلاقات القوية بين أفراد الأسرة النووية «التي تتكون من الزوج والزوجة وأبنائهما فقط»، مع ضعف العلاقات مع الغرباء، يعزز من جودة الحياة، ويحسِّن خدمات الصحة النفسية، وضعف الضبط الاجتماعي وتمزق المجتمع المحلي وتفكك منظماته من العوامل التي تزيد الجريمة والانتحار.

تأثر مباشروفيما يخص جودة الحياة والصحة النفسية للأسرة السعودية، أكد مدير مركز للبحوث والدراسات د. خالد الحليبي، أن الجودة تتأثر بشكل مباشر بالصحة النفسية للأسرة ودرجة رضاها وإشباع احتياجاتها.

حقوق الأسرةفيما أوضحت مدير عام الإدارة العامة للقضايا الأسرية بوزارة العدل، موضي الزهراني، تجربة وزارة العدل في القضايا الأسرية، بقولها: قدمت الوزارة عددًا من المبادرات التي تهدف إلى سهولة حصول الأسرة على جميع الحقوق، والتقليل من المعاناة النفسية والاجتماعية.

نمو متوازنوأضافت الأخصائية الاجتماعية ومدربة تثقيف وتوعية المجتمع تهاني المالكي، إن تمكين الأمهات من المهارات الأساسية يسهم في تحسين الطفل ونموه المتوازن.

الاستشارات اليوموتحدث مدير أحد المراكز المقدمة للاستشارات الأسرية د. إبراهيم الصيخان، عن الأسرة السعودية ومدى الاستفادة من خدمات وتجارب مراكز الإرشاد الأسري، قائلًا: في ظل المتغيرات الكثيرة التي تمر بها المجتمعات اليوم، هناك احتياج كبير لخدمات الاستشارات وفق أعلى ضوابط ومعايير الجودة.

برامج وقائيةوأوضحت المدير التنفيذي لأحد المراكز المختصة في الإرشاد الأسري د. نجوى الثقفي، تحديات الصحة النفسية بالأسر السعودية، قائلة: لابد من وجود برامج وقائية للحد من انتشار الاضطرابات النفسية والتعامل معها بشكل مهني وفعال.

دراسة منهجيةوأكد الأخصائي الاجتماعي علي الشهري، أنه لابد من دراسة الظواهر والمشكلات الاجتماعية بشكل منهجي وعلمي، والبعد عن الاجتهادات الفردية.

تدخل سريعوأشار مؤسس ورئيس جمعية الأرامل النفسية والاجتماعية بجازان، د. طاهر عريشي، إلى أهم مشكلات الشباب السعودي، بقوله: مشكلات الشباب قد تبدو عادية وعابرة، لكنها تحتاج إلى مساعدة وتدخل حتى لا تسبب إعاقة لمسيرتهم في المستقبل.

فرصة إيجابيةوقال مدير البحوث والدراسات بجمعية «أيامى» لرعاية الأرامل والمطلقات خالد الصبحي: من الممكن أن تكون الإجراءات والظروف المحيطة بالطلاق فرصة لجميع الأطراف للعودة إلى ممارسة حياتهم بشكل إيجابي.

تعزيز الأدواروتحدث مدير مركز الإرشاد الأسري بجمعية «التنمية الأسرية» بالأفلاج خالد المحيميد، قائلًا: يجب على العاملين في مراكز الإرشاد الأسري الاستفادة من الفرص المتاحة لتعزيز أدوارهم في المجتمع.

البرامج الوقائية تحد من انتشار الاضطرابات وتتعامل معها بشكل مهني وفعال

مشكلات الشباب عادية وعابرة لكنها تحتاج لمساعدة حتى لا تعوق مستقبلهم