د. أحمد الألمعي

تمت مؤخرا الموافقة من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على ترخيص دواء جديد لعلاج الخرف، وهو أول دواء يتم ترخيصه منذ قرابة عشرين عاما لهذا الغرض. وتم إنتاج الدواء عبر شركة أمريكية متخصصة في إنتاج عقاقير للأمراض العصبية.

وتم ترخيصه بصعوبة بسبب أن أبحاث العقار الجديد، التي عملت، كان فيها بعض التضارب والاختلافات برغم التفاؤل الكبير، الذي رافق إنتاجه.

الطريف في الموضوع أن تكلفة العلاج السنوية للحقن الوريدية هي 56000$ ستة وخمسين ألف دولار وهو مبلغ باهظ بكل المقاييس.

وبهذه المناسبة ومع ازدياد معدلات العمر في مجتمعنا السعودي، أصبحت التوعية بهذ المرض مهمة. وكنتيجة لارتفاع معدل العمر، فهناك زيادة في حالات الخرف، وفي الغالب لا يتم التشخيص أو أي تدخل علاجي إلا في مراحل متأخرة لقلة الوعي بهذا المرض، ولاعتقاد الأهل بأن هذا سلوك طبيعي ونتيجة لكبر السن.

فما هو مرض الزهايمر، أو خرَف الشيخوخة، هو مرضٌ تحلليٌ عصبيٌ مزمنٌ، عادةً ما يبدأ بطيئًا ويزداد سوءًا بالتدريج مع مرور الوقت. يُعتبر سببًا لحوالي 60-70 % من حالاتِ الخَرَف. ويبدأ عادةً بحدوث صعوبةٍ في تذكر الأحداث الأخيرة، ومع تقدم المرض، تظهرُ أعراضٌ تتضمن صعوبات في الكلام، والخروج من المنزل بدون هدف ومن ثم فقدان القدرة على العودة، وتقلباتٍ في المزاج، وعدم القُدرة على العناية بالنفس، ومشاكل سلوكية. مع ازدياد سوء حالة الشخص، فإنهُ غالبًا ما ينسحبُ من بيئة الأسرة والمجتمع. وتدريجيًا، يفقدُ الشخص وظائفه الجسمية والقدرة على التحكم في التبول وقضاء الحاجة، وفي النهاية يؤدي إلى الوفاة. وتختلفُ سرعة تقدم المرض من حالةٍ لأخرى، ولكن متوسط العُمر المتوقع بعد التشخيص يتراوح بين 3-9 سنوات. أسباب المرض غير واضحة تماماً، ولكن الوراثة والجينات تلعب دورا كبيرا، بالإضافة إلى عوامل أخرى طبية مثل ضغط الدم والكوليسترول وأمراض مزمنة وتدهور في الصحة العامة.

يعتمدُ التشخيص على تاريخ المرض والاختبارات المعرفية (الإدراكية)، بالإضافة إلى أشعة الرنين المغناطيسي للدماغ وتحاليل الدم؛ وذلك بهدف استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى. عينات من أنسجة الدماغ التي أخذت من مرضى الزهايمر المتوفين تشير إلى تراكم نوع من البروتين المرضي يسمى أميلويد وهو المكون المستهدف من آخر دواء تم ترخيصه.

ولا تُوجد علاجات تُوقف أو تعكس تقدم مرض الزهايمر، ولكن بعض العلاجات قد تُحسن الأعراض مؤقتًا. ويزدادُ مع الوقت اعتمادُ مرضى الزهايمر على الآخرين في مساعدتهم والإشراف عليهم، فقد يقومون ببعض السلوكيات الخطرة عليهم أو على غيرهم مثل ترك غاز البوتوجاز مشتعلا في المطبخ مما قد يتسبب في حريق. وهناك المشاكل السلوكية أو الذهان الناجم عن الخرف، الذي قد يفاقم المشكلة، فيشكون فيمن حولهم ويتهمون الزوجات بالخيانة أو محاولة إيذائهم وقد يظهر لديهم سلوك عدواني وشرس يحتاج إلى علاج دوائي سريع.

الوقاية هي أفضل علاج كما أثبتت كثير من الأبحاث العلمية، ويشمل ذلك الغذاء الصحي والرياضة وإبقاء العقل نشطاً بالقراءة والنشاطات الذهنية الأخرى.

@almaiahmad2