ماجد عبدالله السحيمي يكتب:

قبل أيام صرح المتحدث الرسمي لوزارة التجارة بأنه بعد ثمانية وأربعين يوما لن يسمح بدخول غير المحصنين بجرعة أو جرعتين أو متعافين للمحال التجارية والمجمعات وقبلها صرح مسؤولو وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن ذلك فيما يخص المكاتب والمقار الحكومية والخاصة للشركات والمؤسسات، فمَنْ لا يرغب بأخذ اللقاح دون عذر مستثنى فعليه ألا يختلط معنا ويبقى في عزلته وأفكاره، فتشديد الاحترازات وتطبيقها والمراقبة الصارمة عليها كل ذلك يدل أن وضع الجائحة ما زال مستمرا، تحور الفيروس حول العالم وتغييراته وسلالاته تأكيد قوي على ذلك أيضا، حتى حج هذا العالم اقتصر على المحصنين من الداخل مواطنين ومقيمين بما لا يتجاوز 60 ألف حاج. هنا أقول إن مع كل ذلك ومع استمرار الجائحة لما يقارب عاما ونصف العام فلا عذر لمَِنْ لا يملك الوعي الكافي للتعامل مع هذه الجائحة. مَنْ ما زالوا يكررون عبارات الجهل حول اللقاح وتصنيع الوهم للفيروس وأرباح شركات الأدوية قد أفلسلوا قولا وعملا وعقلا علنا أمام الملأ، فبفضل الله أن اللقاح كان له دور فعال وكبير وواضح للفئات، التي تعاني أمراضا مزمنة وكبار السن وأيضا لبقية الفئات العمرية، فقد أثبت بشكل قاطع تقوية المناعة وتقليل نسبة الإصابة، وكذلك تقليل نسبة العدوى. الدولة في بداية الجائحة قدمت كل شيء بالسفر والعزل والعلاج، الآن أصبح كل منا مدركا لما عليه فعله، فالمستشفيات لا تستقبل إلا الأعراض الحرجة وهذا دليل أيضا على معرفة التعامل مع الفيروس من البيت ووزارة الصحة تقوم عبر كل طواقمها بأكمل وجه على توضيح كل المعلومات للمصابين حتى شفائهم وغيرهم للاستمرار بالمحافظة عليهم، فحص مجاني للاطمئنان على الجميع. كل ما ذكرت يقرع أجراسا للوعي قبل الخطر، فوجود الوعي يمنع الخطر بإذن الله أو على الأقل يقلله ويحد من مدى سوء عواقبه. أكرر دائما أنني عدو الجهل، بل وألفت مقولة هي (لو كان الأمر بيدي لفصلت رأس الجهل عن جسده) وأول آية كريمة بالقرآن تدعو إلى العلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، ومع ذلك ما زال الجهل يعلو عبر أبواق أصحابه، الذين تركوا العلوم والتخصصات ومراكز الأبحاث ليصدقوا قيل وقال وما تتناقله المجموعات من جهل ما أنزل الله به من سلطان، ويدخلون الأمور الطبية بالاقتصادية بالسياسية ليصلوا إلى نقطة الجهل، التي يدافعون عنها. المجتمعات الناجحة تقوم دائما على العلم وأهله كل في تخصصه وبتبادل الخبرات والعلم تدوم التنمية للمجتمع والعالم. لست متشائما أبدا فنسبة الوعي، التي نراها عالية ولله الحمد في كل مكان ولكن من المهم أن يعرف الجهلاء أن فريقهم في تناقص مستمر بإذن الله.

وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا: (النيّات الطيبة لا تخسر أبداً) في أمان الله.

@Majid_alsuhaimi