واس - عواصم

امتدادا لنجاح تنظيم الشعيرة الموسم الماضي

حظي قرار المملكة بقصر حج هذا العام 1442هـ على المواطنين والمقيمين داخل المملكة بإجمالي 60 ألف حاج نظراً لاستمرار تطورات جائحة فيروس كورونا وظهور تحورات جديدة له في العالم، بإشادة واسعة من الدول والكيانات والمنظمات الإسلامية، مشيرين إلى أنه امتداد لنجاح المملكة في تنظيم شعيرة الحج الموسم الماضي وفق جميع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.

وأكدوا أن القرار يعكس اضطلاع المملكة بمسؤوليتها تجاه تنظيم شعيرة الحج، والمحافظة على الأرواح، ويتفق مع أحكام ومقاصد الشريعة الإسلامية لحفظ النفس وسلامة الحجيج وضيوف الرحمن، ويأتي استنادًا للقاعدة الفقهية «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح».

أجواء آمنة

وأكدت مملكة البحرين تأييدها التام للقرار الذي جاء حافظاً لشعيرة الحج، وملبياً لمقتضيات الضرورة الشرعية التي تحفظ النفس البشرية، وداعماً للمتطلبات والمعايير الدولية لمكافحة هذا الوباء. وقال وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحريني الشيخ خالد آل خليفة، إن مملكة البحرين تؤكد دعمها ومساندتها المستمرة للمملكة العربية السعودية في كل ما تتخذه من قرارات وإجراءات تضمن سلامة وأمن وصحة حجاج بيت الله الحرام، رافعاً شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، سمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على هذا الإجراء الاحترازي الحيوي الذي يحفظ على ضيوف الرحمن سلامتهم وأمنهم، مثمناً جهود حكومة المملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، والعناية بهم على الأصعدة كافة بما يمكنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة في أجواء آمنة ومطمئنة.

سلامة الحجيج

وأكد وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر، في تصريح له، ترحيب بلاده بقرار المملكة العربية السعودية وتأييدها في الخطوات والإجراءات كافة التي تتخذها في إطار جهودها الدؤوبة لمكافحة جائحة فيروس«كوفيد- 19» والحد من انتشارها وحفظ وسلامة أمن الحجاج والمجتمع.

عناية قصوى

ونوه الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. نايف الحجرف، بالرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لخدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف، وبالجهود المخلصة التي تبذلها المملكة في هذا السبيل. وأكد أن هذا القرار ينطلق من العناية القصوى التي توليها المملكة العربية السعودية لصحة ضيوف الرحمن وسلامتهم، وبذل العناية اللازمة لهم، بما يتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية ومع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية كافة للحد من انتشار الوباء بين الحجاج.

تقدم وإنجازات علمية

رحبت دولة الكويت بقرار المملكة العربية السعودية قصر أداء مناسك الحج للعام الجاري على المواطنين والمقيمين بالداخل بإجمالي 60 ألف حاج نظراً لاستمرار تداعيات جائحة فيروس كورونا.

وأشادت وزارة الخارجية الكويتية في بيان اليوم بالجهود الكبيرة والمقدرة التي تبذلها المملكة في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين وحرصها الشديد على سلامتهم وتسخير جميع الإمكانيات لراحتهم.

وأثنت الوزارة على ماتبذله المملكة العربية السعودية من جهود وعلى التقدم والإنجازات العلمية التي أحرزتها في سبيل مكافحة هذه الجائحة ودعم المنظومة الصحية.

قرار حكيم

وقال مفتي مصر د. شوقي علام، إن قرار السُلطات السعودية حكيم يراعي عدم تعطيل فريضة الحج والحرص على سلامة حجاج بيت الله الحرام، باعتبار أن حفظ النفس من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو ما يعكس وعي وحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين «حفظهما الله»، في خدمة حجاج بيت الله الحرام، والتيسير عليهم والحفاظ على سلامتهم والعمل على حمايتهم من خطورة فيروس كورونا، خاصة في ظل الانتشار المتسارع لهذا الوباء. وأضاف إن قرار المملكة إقامة الحج هذا العام بأعداد محدودة من المواطنين والمقيمين بالداخل لمواجهة انتشار فيروس كورونا، يتفق مع أحكام ومقاصد الشريعة الإسلامية للحفاظ على أرواح وسلامة الحجيج وضيوف الرحمن، ويأتي استنادًا للقاعدة الفقهية «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح».

جهود استثنائية

وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ د. محمد العيسى، في بيان أن نصوص وقواعد الشريعة الإسلامية تؤكد على حتمية أخذ كافة احترازات السلامة في مثل هذه الجائحة. وأشار البيان إلى أن عدداً من كبار مفتي وعلماء العالم الإسلامي تواصلوا مع رابطة العالم الإسلامي منوهين بحكمة هذا الإجراء الاحترازي الذي تقتضيه الضرورة الشرعية الداعية إلى بذل كافة الأسباب لحفظ الأبدان والأرواح، ودفع الضرر قبل وقوعه واجب، وقد قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار».

وثمن البيان الجهود الاستثنائية المبذولة من حكومة المملكة العربية السعودية التي توضح بجلاء حرصها على سلامة قاصدي المسجد الحرام من حجّاج وعمّار، وزوّار المسجد النبوي الشريف.

إجراءات فاعلة

ورحب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي د. يوسف العثيمين بالتدابير التي أعلنت عنها وزارة الحج حول قرار المملكة بتنظيم شعيرة الحج لهذا العام 1442هـ وفق تدابير صحية، مشيرا إلى أن قرار حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس القمة الإسلامية، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، يأتي امتدادا لنجاح المملكة في تنظيم شعيرة الحج الموسم الماضي وفق جميع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها المملكة وأسهمت على نحو فاعل بتقليل الآثار السلبية للجائحة، والحيلولة دون انتشارها. وأشاد «العثيمين» بالتدابير المعلنة لأداء شعيرة الحج واقتصاره على فئات محددة، مشيرا إلى أن المملكة وفرت اللقاحات للجميع دون استثناء. وثمّن العناية القصوى التي توليها المملكة لصحة ضيوف الرحمن وسلامتهم، وبذل العناية اللازمة لهم، عاداً ذلك نهجا عكفت حكومة خادم الحرمين الشريفين على اتباعه منذ منحها الله شرف خدمة الحرمين الشريفين.

قرار مطلوب

وقالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء إن النصوص الشرعية والمقاصد والقواعد الكلية تدل على وجوب المحافظة على الأنفس، ولأجل ذلك جاءت النصوص الصحيحة الصريحة التي تدل على وجوب الاحتراز من الأوبئة، وأن تبذل كل الأسباب التي تؤدي إلى التقليل من تفشيها.. وأضافت: «ونظرًا إلى ما قرره أهل الاختصاص من أن التجمعات تعد السبب الرئيس في انتقال العدوى في ظل ما يشهده العالم من جائحة كورونا وتحوراتها، وأن التقليل من هذه التجمعات هو الحل الأمثل حتى يأذن الله بارتفاع هذا الوباء، فإن ما قررته حكومة المملكة العربية السعودية يعد قراراً موفقًا ومسؤولاً ومطلوبًا اتخاذه حفاظًا على الأنفس البشرية، وقيامًا بواجب المسؤولية تجاه هذه الشعيرة العظيمة» فريضة الحج، وتجاه المسجد الحرام والمشاعر المقدسة.

حفظ للشعيرة والنفس

قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د. عبدالرحمن السديس، إن من توفيق الله وكرمه أن وفق حكومة خادم الحرمين الشريفين -أيدها الله- لإقامة شعيرة حج هذا العام مع ظروف جائحة كورونا، فالمملكة العربية السعودية تضع سلامة وأمن وأمان الحجاج في أولوية اهتماماتها وفوق كل اعتبار، وأنها بهذا الإجراء الموفق حفظت شعيرتين إسلاميتين في غاية الأهمية، أولاهما: إقامة الشعيرة والركن الخامس من الإسلام، وثانيهما: حفظ النفس البشرية التي جاء الإسلام بحفظ حقوقها وصيانتها.

وبين السديس أن كل ذلك لأجل ضمان تأدية مناسك الحج وتيسيرها وفق نموذجٍ أمثل، في ظل المستجدات المتسارعة المصاحبة لذلك الوباء، ومدى تقدم دول العالم في تحصين مواطنيها والمقيمين فيها، وعدد الإصابات فيها، مع استصحاب التحذيرات من خطورة ازدياد تفشي العدوى والإصابة في التجمعات البشرية، الصادرة من منظمة الصحة العالمية، ومن الجهات المعنية في المملكة وفي عديد من الدول.