محمد عبدالعزيز الصفيان يكتب:

رد الجميل والإحسان هما من أعظم وأنبل الصفات الحميدة للإنسان، التي تبين سمو الأخلاق والتربية الطيبة كما هو جميل أن تقابل الإحسان بالإحسان وتعمل على رد المعروف لمَنْ أحسن إليك، هذا ما يجب أن يحدث في علاقاتنا الاجتماعية مع مَنْ نعيش أو نعمل معهم في مجتمعنا كالأصدقاء وزملاء العمل أو المقربين، فما بالك بعلاقة الأبناء مع آبائهم، التي تمثل علاقة أبدية منذ النشأة وحتى نهاية العمر.

العديد من القصص الإنسانية، التي شهدناها خلال الفترة الماضية من عقوق للوالدين، وهنا سأبدأ في طرح العديد من الأسئلة لعلي أجد لها إجابة، كيف يحاول بعض الأبناء التنصل من واجباته تجاه والديهم بحجة عدم قدرته على رعايتهما في هذه السن، التي هما في أمس الحاجة له؟

ألم تقرأ آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، التي توصي بالوالدين وصلة الرحم ألا تعرف يا هذا أنه لا يدخل الجنة قاطع رحم؟

ديننا الحنيف دعا إلى البر بالوالدين والإحسان إليهما، ومساعدتهما بكل وسيلة ممكنة بالجهد والمال، والحديث معهما بكل أدب وتقدير، وعدم التضجر وإظهار الضيق منهما، خاصة عند الكبر، فالأبوان يلزمهما رعاية أكثر من غيرهما رداً للجميل، الذي قدماه للأبناء في الصغر.

ولكن ما يحدث من تصرفات بعض الأبناء يدخل ضمن عقوق الوالدين، اللذين أمضيا سنوات العمر في السهر على راحتهم وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم، وعلى الرغم من أن الإسلام قد أعطى للوالدين مكانة خاصة تكاد تصل إلى درجة الإجلال إلا أن ضعف الوازع الديني وانصراف الناس إلى قضاء شؤونهم الخاصة أبعدهم حتى عن تنفيذ الأوامر الإلهية، التي تقضي ببر الوالدين والإحسان إليهما.

لا شك أن الفارق كبير، بين أب أو أم، يعيش مرتاحا هادئ البال، في كنف أولاده بعد مسيرة من الكفاح والكد، وآخر وجد نفسه منسيا بعدما دخل عقده السابع أو الثامن، لا يكاد يجد قوت يومه أو نفقة علاجه.

رسالتي إلى جميع الأبناء الإحسان للوالدين يكون بالمال وبالقول وبالعمل وبالدعاء لهما وحسن الاستماع والإنفاق عليهما والمعاملة الحسنة.

وتذكر أن ما تفعله تجاهما سيرد لك في الدنيا والآخرة، وليتذكر جميع الأبناء أن آباءهم بحاجة لهم ولسؤالهم والاطمئنان عليهم لا تكونوا أنتم والزمن عليهم.

@alsyfean