حوار: نجيب الجداوي

يوسف المناعي مدرب القادسية السابق في حوار خاص (للميدان)

- الفريق كان متهالكًا وغيرته بشكل كبير

- قدمنا موسمًا نموذجيًا والهبوط لا يعني عدم النجاح

- الفريدي قيمة ثابتة ولم أجامله

- 17 يومًا لم تكن كافية للاستعداد

- 35 نقطة تحقق لأول مرة بعد 20 عامًا

- ظروف صعبة أثرت على بقاء الفريق

أشار يوسف المناعي إلى أنه راضٍ عمَّا قدمه مع القادسية، وأنه يجب ألا يتم الحكم على تجربته بالفشل لمجرد الهبوط لمصاف دوري الدرجة الأولى.

وأكد المناعي في حواره مع (الميدان الرياضي) أنه نجح في تطوير منظومة العمل في الفريق، وقدم فريقًا مميزًا ينتظره مستقبل أفضل من حاضره.

*كيف تقيّم تجربتك مع فريق القادسية؟

في تقييمي كانت تجربة ناجحة جدًا، ولا يمكن الحكم عليها بالفشل لمجرد أن الفريق فيها هبط لدوري الدرجة الأولى، أنا قمت بتصعيد الفريق من دوري الدرجة الأولى في سنة واحدة غيَّرت شكل الفريق بالكامل، الفريق كان متهالكًا ونجحنا في تصعيد العديد من اللاعبين للفريق الأول، وقمنا بعمل فريق جديد، منحنا الفرصة للاعبين صغار واكتشفتُ العديد من المواهب، ووصلتهم للمنتخبات، وفي دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين كانت فترة صعبة جدًا، كانت فترة التحضير لها جدًا قصيرة، تتكلم عن ١٧ يومًا من أجل إعداد فريق جديد، ولم نقم بانتداب أي لاعب سعودي، تعاملنا بالوضع الموجود، حتى انتداب اللاعبين الأجانب كان محدودًا؛ لأن الفترة كانت قصيرة.

*وكيف كانت التجربة في دوري المحترفين؟

عملنا موسمًا نموذجيًا، ففي الجولة ٢٥ كان ترتيبنا السابع بـ ٣٤ نقطة، فزنا على أندية كبيرة، النصر والشباب مرتين، وفزنا على التعاون والاتفاق، لعبنا كرة قدم جميلة، لعبنا ١٢ جولة دون هزيمة، وهي لم تحدث في تاريخ القادسية، ٣٥ نقطة الفريق من ٢٠ سنة لم يصل إليها، طوال تاريخه في الدوري الممتاز لم يصل إلى هذا العدد النقطي، وبلغة الإحصائيات أقول إن التجربة كانت ناجحة جدًا، لم يخدمنا الحظ وهذا كان نتيجة الإصابات التي تراكمت في الفريق، وفي أعمدة الفريق، وبسبب قلة خبرة كثير من اللاعبين في الفريق، وبسبب غياب العنصر البديل المؤثر.

*هل كانت هناك خيارات متاحة في بداية الموسم للتعاقدات أم كانت محدودة؟

الخيارات كانت محدودة بسبب الموسم الاستثنائي الذي جئنا منه، أو الذي تزامن مع انتشار جائحة كورونا، فكنت بين خيارين؛ إما اختيار لاعب لم يكن يلعب في تلك الفترة (فترة كورونا)، ولا يستطيع أن يساعد الفريق بسبب فترة الإعداد القصيرة، أو اختيار لاعب كان يلعب في فترة كورونا ويجب دفع مبالغ طائلة من أجل انتداب هذا اللاعب، ولذلك أقول إن الخيارات كانت محدودة.

*هل الإدارة في ذلك الوقت لم يكن لديها الكفاءة المالية؟

الإدارة لم تقصر، ودعمتني حسب إمكاناتها، وحتى قبل رحيلي كان تعاملها معي بكل احترافية، ولكن أحيانًا الظروف تكون أقوى من الجميع، عندما لا تتوفر الخيارات أو تكون المبالغ المالية جدًا طائلة، وهذا الأمر صعب لأي إدارة؛ أن تتعامل مع هذا الأمر خاصة عندما تتحدث عن فريق صاعد من دوري الدرجة الأولى، المعادلة لم تكن سهلة.

*عندما نتحدث عن الإصابات في الفريق، فأين الخلل.. في الجهاز الطبي أم الجهاز الفني أم اللاعبين؟

بكل صراحة العيادة في النادي لم تكن مجهزة بشكل كافٍ، غاب عنَّا الكثير من المعدات والإمكانات من الناحية الطبية.

*ماذا عن الإحصائيات، هل كان هناك استخدام للغة الإحصاء في قراءة الخصم وتحليل الأداء الخاص باللاعبين؟

لو شاهدت في الفترة الماضية كانت هناك إشادة كبيرة بفريق القادسية من المدربين والنقاد والمحللين المتمرسين، نحن كنا نعمل في منظومة محترفة تعمل على مستوى عالٍ، أنا سبق وخدمت في فِرق كبيرة، كنا نستخدم الإحصائيات بشكل كبير في تحليل الأداء من خلال استخدام الدرون والجي بي إس، من أجل تسهيل دراسة الخصم وتطوير أساليب التمارين والتحضير للمباريات.

*هل جامل المدرب يوسف المناعي أحمد الفريدي ووافق على انضمامه للفريق؟

لم أجامل أحمد الفريدي، هو لاعب كبير لا أحد يُشك في إمكانات هذا اللاعب، ولكن حصلت له ظروف خاصة، أنا أعرفه من أيام الهلال وسبق أن دربته عندما كنت مساعد مدرب في فريق الهلال، أعرف إمكاناته جيدًا وكنا نحتاجه لتقديم الإضافة للفريق، ونحتاج لخبرته داخل الملعب، وكنا نفتقد اللاعب الذي بقيمته الفنية، صحيح جاء بوزن زائد ولكنه عمل بكل جدية ونجح في نزول وزنه، وبدا قريب الجاهزية الكاملة، وقمت بإشراكه في أحد اللقاءات، ولكن لسوء الحظ أصيب بفيروس كورونا وبعد عودته من غياب كان صعب الرجوع للرتم نفسه الذي كان عليه، وبعد عودته أصيب مجددًا في العضلة الخلفية، وأحمد عانى من الإصابات التي تسببت في عدم عودته، هو لاعب متميز وقيمة ثابتة، لا يمكن لأحد التشكيك فيها.

*كيف شاهدت الدوري السعودي للمحترفين هذا الموسم كمدرب قادم من دوري الدرجة الأولى؟

دوري جدًا متميز، وهو الأفضل في قارة آسيا، وأنا أستطيع أن أقول لك إن دوري الدرجة الأولى أصعب من دوري المحترفين (الممتاز)، ونعرف أن دوري الممتاز أسهل من دوري الدرجة الأولى.

*ماذا عن زيادة المحترفين الأجانب، هل أثَّرت على وجود اللاعب السعودي كما يُقال؟

ما أراه أن اللاعب السعودي المميز يستطيع منافسة جميع اللاعبين الأجانب، والدليل لو تشاهد فريق الهلال.. هناك لاعبون سعوديون مثل سلمان الفرج وسالم الدوسري، حتى في وجود العنصر الأجنبي كانوا موجودين بشكل أساسي، اللاعب المتميز والجيد والذي يجب أن يمثل المنتخب السعودي - المنتخب الأقوى في آسيا - يجب أن يكون من يمثله لاعب مميز يفرض نفسه على اللاعب الأجنبي، وهذا العام تم اكتشاف مواهب جديدة مثل حسن العمري وعبدالرحمن غريب وسعود عبدالحميد ومهند الشنقيطي وحمد اليامي.

*ما الرسالة التي توجهها لجمهور القادسية الذي تأثر بهبوط الفريق؟

أنا من مكاني أقول لهم متأسف لما حصل، ولا أحد كان يتوقع أن يهبط الفريق، أقول لهم يجب أن يكونوا فخورين بفريقهم الذي قدَّم كرة قدم جميلة، وجعلنا في موقف جيد، وساهمنا في تصعيد جيل متميز، هناك أمور إيجابية كثيرة خرج بها الفريق في نهاية الموسم، طورنا منظومة العمل، الجمهور يجب أن يدعم الفريق الذي ينتظره مستقبل أفضل من حاضره.

*ماذا يحتاج القادسية من أجل أن يعود سريعًا؟

-يحتاج الاستقرار وجمهورًا يدعمه، ويجب ألا يكون الجمهور جمهور مناسبات يشارك وقت الفوز ويغيب عند الخسارة، الفريق يحتاج لإعادة الثقة في اللاعبين، ونقطة السر في نجاح القادسية في شخص مجهول؛ هو محمد الشمراني، هذا الشخص ساهم في استقرار الفريق ويجب أن يستفيد منه النادي ومن خبرته الكبيرة، ويجب أن يحافظ عليه.

*في رأيك، مَن أفضل لاعب سعودي؟

سالم الدوسري ومحمد الكويكبي وحسن العمري وحمد اليامي، رباعي متميز جدًا.