أمجاد سند - الدمام

تعكس الهوية الفكرية ومستوى الجمال وتهدف إلى تحسين حياة الإنسان

أكد المعماري أحمد بامطرف أهمية فن العمارة وتأثيره على الإنسان؛ كونه يرتبط بسلوك الأشخاص، ولأنه يمثل أيضًا الهوية الفكرية ومستوى الجمال، ويهدف إلى تحسين حياة الإنسان وتنظيم سلوكه، وهذا التنظيم يؤثر فينا دون أن نشعر بذلك، لأن المكان الجميل تنتج عنه السعادة والسلام، والمكان السيئ يسبب عكس ذلك.

مشاريع إبداعية

وبالنسبة لمستقبل العمارة في المملكة، قال بامطرف: لوحظ سرعة التوسع والتنافس في الإبداع في جميع أنواع المشاريع بالمملكة، ومن أهم المشاريع الكبرى مشروع القدية الترفيهي، ومشروع نيوم، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع جبل عمر، والمترو، ومشروع الوديان وغيرها، وكلما اتسعت دائرة المشاريع اتسعت دائرة العمارة أيضًا، وقد قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد: «طموحنا أن نبني وطنًا أكثر ازدهارًا، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه»، والعمارة جزء لا يتجزأ من هذا الطموح.

تحفيز المستقبل‏وأضاف: هناك بعض النقاط المهمة في أهداف الرؤية 2030 تحفز مستقبل العمارة وتزيد من نسبة التحدي، مثل: زيادة الطاقة الاستيعابية للحرم، وتصنيف 3 مدن بين أفضل 100 مدينة بالعالم، وتفعيل دور الترفيه، وتفعيل دور السياحة، وتخفيض معدل البطالة، ورفع حجم الاقتصاد السعودي، وكل هذه الأهداف لو ركزنا عليها، سوف نجد أنها تبني تحديًا كبيرًا للعمارة في تحقيق أفضل الخدمات.



وطن الطموحوتابع: نحن قادمون لمواجهة أي تحديات وصعوبات ومستعدون لإبداعات مبتكرة لصناعة المستقبل، سواء في مجال العمارة أو أي مجال آخر، ومستعدون لنكون جزءًا من هذه الرؤية، فالتغيير دائمًا يبدأ بك ومنك وإليك، وينعكس ذلك على وطن الطموح.

عمارة متنوعةواستطرد قائلًا: من مميزات العمارة في المملكة أنها متنوعة، فأهل نجد سابقًا كانوا يتميزون بالألوان الصحراوية وبعض الزخارف، كالمثلثات التي يمكن أن نلاحظها في بعض المباني النجدية، وكان الهدف منها إدخال الضوء والهواء.

فن المشربيات‏وأضاف: أما عن أهل الحجاز، فإنهم يمتازون أيضًا بخليط من العمارة الإسلامية، وكانوا يركزون على ما يسمى «المشربيات»، وهدفها الأساسي الضوء والهواء والخصوصية وضبط درجة الحرارة صيفًا وشتاء.

المنزل المريح‏وأردف: أما أهل الجنوب، فيمتازون باستخدام الحجارة والطين والزخرفة والألوان الزاهية، وهناك العديد من الأشكال المعمارية المختلفة في المنطقة الشرقية والمناطق الشمالية، فلكل منطقة من مناطق المملكة طابعها الخاص، وكلها تشترك في تكوين المنزل المريح.

‏أفكار حديثةوتابع: الجميل أيضًا في الفترة الحالية، أن أصبح هناك اهتمام بإعادة وإحياء هذه الهوية والتصاميم بأشكال وأفكار حديثة؛ لإثبات هوية المكان كما نلاحظ في أنظمة كود «وادي حنيفة» وغيرها، وأثق أنه في السنوات القادمة سوف يكون لها أثر كبير في رؤية المملكة 2030.



دراسة سلوكية‏وأضاف: اطلعت على دراسة سابقة عن دراسة سلوك البشر بين مكانين مختلفين، وكان المكانان في محطة المترو بإحدى الدول الأجنبية، أحدهما سيئ المنظر والآخر جميل ونظيف، وأظهرت الدراسة أثر ذلك على الإنسان، فوجدوا أن المكان السيئ ينتج عنه سلوك وعادات سيئة، أما بالنسبة للمكان الآخر ذي التصميم الجميل، فقد أثر على سلوك الأشخاص بشكل جيد.

مساعدة المختصينوأوصى بامطرف المختصين في مجال العمارة بأن يقدموا المساعدة للشخص المقبل على البناء، سواء بالمعلومات أو بالتوجيهات الصحيحة التي يمكن أن يكون جاهلًا بها، قائلا: العمارة بحر من الصعب تلخيصها في فيديوهات أو كتب أو مقالات، فالشخص المختص سيوفر على المالك جهد سنين اكتسبها من الدراسة والخبرة وكثرة التجارب.

حلم العائلة‏واختتم حديثه قائلًا: البناء من الأمور التي يصعب تكرارها، وهي ليست مجرد خدمة، لذلك فعلى كل مختص أن يدرك أنه تم اختياره لبناء حلم عائلة تتمنى أن تسكن في منزل أحلامها، وكذلك في المباني التجارية والمستشفيات والمجمعات التجارية والفنادق وغيرها، فكل هذه الأمور أحلام لأشخاص يجب على المعماري تحقيقها.