لوس أنجليس تايمز

تساءلت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأمريكية عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد خرج حقا من المشهد السياسي الإسرائيلي، لافتة في ذات الوقت أن على الفلسطينيين عدم توقع الكثير من التغيير إذا تم الإطاحة به.

وبحسب مقال لـ «نيكولاس جولدبيرج»، في كل مرة يفشل فيها في الفوز بالانتخابات أو تنهار حكومته، أو يتم اتهامه بالفساد، أو تنتشر تنبؤات بنهايته السياسية، فالأمور تتغير بعد أسابيع.

وأضاف: لكن هذه المرة موقفه سيئ للغاية، في يوم الأربعاء، أعلن منافساه نفتالي بينيت ويائير لابيد، أنهما شكلا ائتلافًا حاكمًا واسعًا في البرلمان الإسرائيلي سيضم أحزابًا من اليسار إلى الوسط إلى اليمين المتطرف، باستثناء حزب الليكود المحافظ بزعامة نتنياهو، وأردف: إذا حصل الائتلاف على تصويت بالثقة من البرلمان بكامل هيئته، كما هو متوقع، فسيتعين على نتنياهو التنحي كرئيس للوزراء.

وتابع: هل هذه هي نهاية الطريق بالنسبة إلى الرجل الذي كان الشخصية السياسية الإسرائيلية المهيمنة في عصره؟ هل هذه بداية تغيير حاد في الاتجاه داخل إسرائيل؟

وأضاف: سيكون من المرضي بالتأكيد أن نرى نتنياهو ينزلق إلى التقاعد والغموض.

فتحت قيادته، أصبحت إسرائيل غير ليبرالية ومعزولة بشكل متزايد، لقد استمر في الاحتلال الجائر للأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 ومكن حركة المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بحيث يُنظر إلى إسرائيل بشكل متزايد على أنها منتهك عنيد للقانون الدولي.

ومضى يقول: أدت سياساته القاسية إلى نفور العديد من المؤيدين الصامدين وتسبب في توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، كما أن عملية السلام متوقفة وفكرة حل الدولتين للصراع مع الفلسطينيين على أجهزة التنفس.

وأشار إلى أنه برغم ذلك لا يمكن الرهان على نهاية نتنياهو السياسية قبل أن ترى أبواب السجن مغلقة خلفه، مضيفا: الحقيقة هي أن الائتلاف الجديد لم يصادق عليه الكنيست بعد، وإذا حدث فإنه سيكون غير مستقر للغاية، إن الحفاظ على رضا العديد من شركاء التحالف المتنوعين أيديولوجيا وفشلهم في تقديم ما يريده أي منهم حقا هو عملية موازنة صعبة، خاصة في بلد متقلب أجرى 4 انتخابات غير حاسمة في غضون عامين.

بصراحة، فإن الأحزاب في الحكومة الجديدة المقترحة لا تتفق سوى على القليل جدا. وتوقع أن يكون عدد قليل من الانشقاقات كافيا حتى ينهار التحالف، بما يفتح الباب أمام خطط نتنياهو وحزبه الليكود ومناوراتهما من أجل العودة إلى السلطة.

ونقل عن آرون ديفيد ميللر، الذي قدم النصح لـ 6 وزراء خارجية على مدى 15 عامًا بشأن القضايا الإسرائيلية الفلسطينية، قوله: من الصعب تصديق أن هذا التحالف الجديد لن ينفجر في النهاية، نتنياهو سينتظر.

ومضى الكاتب يقول: إذا نجح التحالف في الحفاظ على تماسكه لفترة من الوقت، فمن المتوقع أن يفعل ذلك عن طريق المراوغة والتهرب من الأسئلة الصعبة التي تفرق بين أعضائه، وعلى رأسها مستقبل الاحتلال ومصير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وداخل إسرائيل نفسها، بدلا من ذلك، سيركز على قضايا مثل الاقتصاد ووباء كورونا.

ودعا الفلسطينيين إلى عدم توقع الكثير من التغيير للأفضل إذا تم الإطاحة بنتنياهو.

وأشار إلى أن صانع الملوك حاليا هو نفتالي بينيت، زعيم المستوطنين السابق الذي يقود حزبًا يمينيًّا صغيرًا، موضحا أنه يعارض قيام دولة فلسطينية ويريد ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، وبالتالي فهو على يمين نتنياهو.