عبدالرحمن السليمان يكتب:

توجه عدد من الفنانين التشكيليين والفنانات في المملكة إلى المكان مسجلين هيئته وبعض تفاصيله كما كان تسجيل مظاهر المجتمع وبعض تقاليده ومناسباته. تُعد الفنانة صفية بنت زقر من أوائل مَنْ توجه إلى البيئة المحلية؛ فرسمت من ذاكرتها ومن الصورة الضوئية ومن حكايا السابقين في سعى إلى توثيق عادات أو تسجيل مظهر اجتماعي، رسمت الصحراء والبيوت وحياة الناس، كما رسمت الشخصيات المعروفة، وكلها تحمل تنامي تجربة الفنانة منذ ستينيات القرن الماضي وضمن السياقات نفسها. ورسم محمد السليم مناظر الصحراء والقرى والبساطة، وكانت ممهدا لما اسماه فيما بعد بالافاقية. عدد من التشكيليين نوعوا في مواضيعهم أو صياغاتهم بما يتلاءم وأماكنهم وطبيعة اهتماماتهم، فرسم ضياء عزيز بعض الجوانب الاجتماعية، وسعى في عدد من أعماله لتمثيل مظهر اجتماعي من محيطه القريب. نوّع سعد العبيد على مواضيع الأدوات الشعبية ومشاهد الصحراء ورعي الجمال، رسم المزارع بتنوع أشجارها، كما رسم القلاع وبعض مظاهر المجتمع وصوره، وركز منصور كردي على تمثيل مظاهر مجتمع المدينة المنورة (مدينته)، فرسم الأسواق والحارة الشعبية والناس، وهو ما اهتم به فنانون مثل علي الصفار، الذي اتجه إلى الأسواق وإلى حياة البحارة ورسم المناسبات الدينية والأفراح، وكلها حملت صيغة الفنان في التعبير عن مدينته القطيف، بالمثل منير الحجي، الذي غلبت في أعماله المزارع والنخيل، وتزهو أعمال الحجي بتلوينات تعكس طبيعة القرية والزرع، وبالمثل عباس رقية الذي تناول مناسبات الأفراح. ورسم بيئة الصحراء والمكان الشعبي بدرية الناصر وبدر الجبيل وفوزية عبداللطيف ونوال مصلي وسعود العثمان وسليمان المقبل وآخرون، وقد سعى عدد من الفنانين إلى تناول المكان والمظهر الاجتماعي وفق تسجيلية فوتوغرافية أو معالجة فنية اهتم فيها الفنان بتحقيق شخصيته الفنية.

aalsoliman@hotmail.com