حذيفة القرشي - جدة

الخبرات المتراكمة ومواكبة المستجدات والدعم والابتكار

أشاد مختصون بالتطور العملاق في البيئة الصحية والتقنية والأمنية، والذي حقق مسارا آمنا لضيوف الرحمن، منذ استحضار النية لدى المعتمر أو الزائر وحتى عودته سالما معافى، وسط منظومة متكاملة تضمن أعلى درجات الوقاية، وذلك نتيجة العمل الكبير والجهد المتميز لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وأكدوا لـ«اليوم»، أن المملكة سخرت طاقاتها وخبراتها المتراكمة لخدمة ضيوف الرحمن، وإعادة موسم العمرة بشكل آمن وصحي في ظل جائحة فيروس كورونا، مشيرين إلى أن نجاح المملكة في إقامة الشعيرة رغم الظروف والأزمات العالمية الخطيرة الاقتصادية والصحية، جاء نتيجة 4 عوامل تشمل: الخبرات المتراكمة للمملكة في إدارة الحشود، فضلا عن استخدام التقنية لمواكبة المستجدات، والابتكار، إضافة إلى الدعم السخي واللامحدود لخدمة الحرمين الشريفين.

«دعم لامحدود» لتطوير المقدسات والمشاعر

أوضح أستاذ كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة المكرمة د. عبدالله الشريف أن خدمة الحرمين الشريفين حماية وأمناً وعمارة وتطويراً وتوفيراً لأرقى الخدمات العصرية على رأس أولويات ملوك المملكة البررة، وصولاً إلى عهد مولاي الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، واللذين منحا الحرمين الشريفين جل الاهتمام.

ونوه بالخطط التطويرية الكبرى والمرافق الخدمية العظمى، لخدمة الحرمين الشريفين، إضافة إلى إنشاء الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة برئاسة سمو ولي العهد الأمين للعمل ‏على تحقيق أهداف رؤية 2030 التي تستهدف تحقيق المستقبل الأفضل للمملكة عموماً تقدما وازدهاراً ورقياً والسعي إلى تحويل هاتين المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة إلى مدن ذكية تقدم لقاصديها أرقى الخدمات العصرية التي تساعدهم على أداء مناسكهم وشعائرهم وعباداتهم في أمن وسلامة ورخاء ويسر.

وبين أن ما حققته المملكة خلال أزمة كورونا في توفير عمرة آمنة وزيارة مطمئنة لقاصدي الحرمين واعتماد أكبر ميزانية للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في ميزانية الدولة لهذا العام ‏شاهد على مكانة الحرمين الشريفين، وحرص المملكة على استمرار دعم الرئاسة وتمكينها من تنفيذ خططها التطويرية وخدماتها اللوجستية ‏التي أصبحت واضحة للعيان.

وأشار إلى العطاء السعودي اللامحدود في تطوير المقدسات والمشاعر، كحلقة في سلسلة منظومة المشاريع الكبرى التي حظيت بها والمرافق الخدمية والبنية التحتية المتكاملة والشاملة ومنها ‏عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي وتوسعتها 3 مرات في العهد السعودي الزاهر المعطاء، مضيفا «سيحفظ التاريخ لمملكتنا العربية السعودية دورها التاريخي الفريد ‏في خدمة الإسلام ومقدساته وأمته».

نقلة نوعية في الخدمات الإلكترونية

قال عضو اللجنة الوطنية للحج والعمرة والزيارة وعضو لجنة الفنادق بغرفة مكة المكرمة وعضو الجمعية السعودية للسفر والسياحة هاني العميري إن مجال خدمات المعتمرين شهد نقلة نوعية كبيرة من الخدمات الإلكترونية وجميع الخدمات التي تسعى لها مملكتنا الغالية، لخدمة ضيوف الرحمن من كل أنحاء العالم إذ يتشرف في خدمة هذا القطاع أكثر من 14 ألفا من أبناء المملكة، مشيرا إلى وجود أكثر من 531 شركة ومؤسسة عمرة سعودية مرخصة من وزارة الحج والعمرة وأكثر من 6500 وكيل عمرة خارجي و32 منصة حجوزات عالمية لحجز البرامج والدفع إلكترونيا على الرغم من استمرار جائحة فيروس كورونا.

وأضاف إن المملكة سخرت كافة جهودها لتنظيم عمرة آمنة للحفاظ على صحة وسلامة قاصدي المسجد الحرام، مشيرا إلى حرص المملكة بتوجيهات القيادة الرشيدة للمحافظة على سلامة الإنسان خصوصًا خلال ما يمر به العالم بسبب جائحة فيروس كورونا.

وأوضح «العميري» أن المملكة حرصت في كافة مراحل موسم العمرة وبالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص على ضمان تطبيق الإجراءات الاحترازية والصحية ورفع مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في الحرمين الشريفين لينعموا بالأجواء الروحانية والآمنة وفق أعلى المعاير والإجراءات الاحترازية والصحية والتنظيمية.

مسار آمن لضيوف الرحمن

أكد المطوف بإحدى الشركات أيمن بانة، أن نجاح المملكة في إقامة الشعائر الدينية المتمثلة في الحج والعمرة في ظل الظروف والأزمات العالمية الخطيرة الاقتصادية والصحية دليل على الإمكانيات التي وهبها الله لهذه البلاد للقيام بخدمة الحجاج والمعتمرين. وقال «في حين أن دول العالم تغلق أبوابها أمام السياح والزائرين، تفتح المملكة أبوابها للمعتمرين والقاصدين وتسخر طاقاتها في إعادة موسم العمرة بشكل آمن وصحي، بالرغم من استمرار الجائحة».

وشدد على أن المملكة عملت جاهدة على تنظيم موسم الحج والعمرة وتحقيق مسار آمن لضيوف الرحمن منذ استحضار النية لدى المعتمر أو الزائر وحتى عودته سالما معافى مأجورا بإذن الله.

نجاحات متتابعة عاما تلو الآخر

أشاد الباحث الشرعي الشيخ زياد القرشي بالجهود التي تبذلها المملكة، في خدمة ضيوف الرحمن، خاصة ما قدمته خلال موسم العمرة لعام ١٤٤٢هـ، من خلال تجويد الخدمات بشكل مستمر، خاصة في ظل جائحة كورونا.

وأكد أن المملكة نجحت في التحدي وذللت كافة الصعاب وتغلبت عليها بتوفير موسم عمرة صحي وآمن بتوفيق الله تعالى ثم بخبراتها السابقة وتفانيها في خدمة المعتمرين والزوار، إذ ضاعفت المملكة جهودها منذ ظهور الجائحة وقدمت ملايين الريالات وجندت كل الطاقات البشرية للسيطرة عليها والحد من انتشارها واستمرت جهودها مع اقتراب موسم العمرة ووضعت خطة للاستعداد لهذا الموسم واستقبال ضيوف الرحمن وإقامة موسم عمرة تتوفر فيه كل سبل الراحة والسعادة لضيوف بيت الله الحرام.

وقال إن المملكة وفرت اللقاحات للمواطنين والمقيمين والزوار في جميع مناطق المملكة وسهلت حجز أخذ اللقاح والعمرة والصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي وزيارة الروضة الشريفة عبر التطبيقات الإلكترونية المخصصة لذلك.

ونوه بجاهزية المستشفيات والمراكز الصحية بمكة والمدينة لتقديم الرعاية للمعتمرين والزوار، مشيرا إلى أن المملكة تذخر بخبراتها المتراكمة في حماية ضيوف الرحمن من الأوبئة والأمراض، ونجحت في استضافة ملايين المعتمرين من مختلف الأعمار والجنسيات، وهذا أكبر دليل على نجاح الخدمات التي تقدمها للمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

وقال «العالم كله يثق بقرارات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهما الله- وذلك نتيجة ما يشاهدون من نجاحات متتابعة عاما تلو الآخر مع الحرص والتفاني الكبير في خدمة ضيوف الرحمن والرعاية والاهتمام الذي رسخه برنامج التحول الوطني والذي نص في بنوده على خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار»، داعياً الله تعالى أن يوفق المملكة وقيادتها لمزيد من الإنجار والعطاء في خدمة ضيوف الرحمن.