هدى حسن الخضير

(زوج من عود.. خير من قعود) بهذه الكلمات تنتهي أحلام الفتاة في البحث عن فارس أحلامها كما تتمناه، ورغم أن هذا المثل قديم إلا أنه ما زال يستخدم حتى يومنا هذا.. وكم من فتاة كانت ضحية لمثل هذه الأمثلة وتلك العادات والتقاليد البالية، حيث نجد بعض الأسر تنظر إلى الفتاة التي تأخرت في الزواج على أنها كارثة تتحرك في أركان المنزل، ويجب أن تسلم أمرها وتتزوج بأول من يطرق الباب، سواء كان هذا الطارق للباب كبير السن وهن العظم منه أو تزوج قبلها العديدات وله من الأولاد ما يكبر العروس سنا.

ماذا لو تقدم العلم، وقدم لنا جهازا يستطيع قراءة الأفكار، وقدر لي أن أستخدمه لمعرفة أفكار الفتيات عند اختيارهن لشريك الحياة، وفارس المستقبل فسوف أجد العجب العجاب، سأجد من تبحث عن المال، فقد اتجهت بعض الفتيات في مجتمعنا السعودي مؤخرا وخاصة من هن في سن المراهقة للزواج من كبار السن أو المتزوجين بزوجات أخريات، ويبررن ذلك في الرغبة في توفير حياة كريمة، وإذا وضعتهن تحت جهاز كشف الكذب فستجد الجهاز يصرخ قائلا أنتن تبحثن عن المال، الخادمة، السيارة، العطلة الصيفية في أكبر فنادق باريس......إلخ، أما عند استخدام هذا الجهاز مع الأهل فسيقرأ لنا أفكارا قبلية تبحث عن العصبية القبلية التي مقتها الإسلام منذ عصور، فنجد بعض الآباء يزوجون بناتهن لأن العريس من قبيلة كذا ومن فخذ كذا وكذا، أما العروس التي تقدم بها العمر ولم يكتب الله لها الزواج فسنجد الجهاز يكشف لنا عن جملة واحدة (زوج من عود).

زهرتي الحلوة أنت الآن مقبلة على الزواج يجب أن أوضح لك شيئا، ليس خافيا عليك، إن سعيد الحظ الذي سيقع عليه اختيارك ليكون فارس أحلامك، إنما هو شريك العمر وأضع تحت كلمة العمر ألف خط.

فهو شريك لكل العمر ما يحمله العمر من أصعب الأوقات وأحلى الأيام، ولذا فإن اختيار ذلك الفارس أمر فيصلي لسعادة الدارين، فما رأيك أن أضع بين يديك بعض المواصفات التي يجب أن تتوافر في ذلك الفارس المغوار الذي جاء غازيا لأحلامك السعيدة.

أهم تلك المواصفات الاحترام المتبادل والحب الذي يولد بعد الزواج، سمعت شهقات الفزع تتصاعد من أفواهكن، نعم الحب الذي هو روح المودة بين الزوجين، حيث يجب أن يكون ذلك الفارس الهمام محبا لك عزيزتي، فإن الحب هو ذلك الساحر الذي يحمل الرجل على أن ينظر إليك كنجمات الشاشات العريضة في دور العرض السنيمائية، حتى وإن كنت أقل منهن جمالا وسحرا وجاذبية. يجب أن يكون هذا الفارس المنتظر يتحلى بالاحترام، فيحترمك لنفسك، ويحترم كل ما هو قريب منك من أهل وأصدقاء، بل يحب أن يحترم أشياءك وخصوصياتك بل كل ما تلمسين بيدك، ولن يتحقق هذا الاحترام إلا من فارس تربى على التدين من الصغر واستمع إلى حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين قال (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها غيره) (رواه مسلم).

ثم إن فارس أحلامك عزيزتي هو الذي تشعرين معه بالثقة، بل تشعرين معه بالأمان ويكون لك مصدر قوة لا مصدر هدم ونقصان، وما أجمل أن يتحلى هذا الفارس بروح الدعابة والمرح ويبتعد عن الأذى اللفظي.

همسة أخيرة في أذنك عزيزتي أخاف أن تبحثي عن الفارس الكامل في كل المواصفات وهذا كمن يمشي وراء سراب الماء في الصحراء، فهو غير موجود جملة وتفصيلا، لكن ابحثي عن الشخص المتوازن، حيث تتوازن فيه المعايب والمناقب على حد سواء.

و صدق الشاعر حين قال:

إذا استحسنتني فجزيت خيرا ***** وإن ساءت ظنونك فلا أبالي

أنا طين، جبلت على الخطايا ***** ولست البدر كي ترجو اكتمالي

ويبقى السؤال الذي يتكرر في كل برنامج تدريبي (ولد عمي) يطلب زواجي هل أقبله أم أرفضه؟ شاركي معي عزيزتي في الإجابة عن هذا السؤال، وللحديث بقية..

@alkhudaiir