وليد الأحمد يكتب:

في الأسبوع الأول الذي أعقب الهدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين لاتزال تداعيات حرب الـ11 يوماً حاضرة في المشهد الإعلامي الدولي بشكل إيجابي بما يعزز الأمل بإمكانية بدء جهود جديدة لإنعاش حل للدولتين.

قناة cnn الأمريكية لخصت الوضع القائم حالياً في ثلاثة مشاهد وهي تطرف إسرائيلي تجاه القضية الفلسطينية، وانتشار غير شرعي للمستوطنات فضلاً عن تعطل فلسطيني متمثل في الانقسام السياسي بين غزة والضفة الغربية. وحللت المشهد على لسان ضيفها توماس فريدان، الكاتب الأمريكي الشهير ومؤلف كتاب من بيروت إلى القدس، الذي قال كلاماً مهماً عن تحول إسرائيل إلى دولة فصل عنصري بشكل واضح، لذا توقع أن يكون جو بايدن آخر رئيس أمريكي ديموقراطي مؤيد لإسرائيل، وأن تشهد المنطقة تحركا نحو تدشين المزيد من الاستقلالية للحفاظ على إمكانية حل الدولتين، الذي يرقد في العناية المركزة حالياً هو السبيل الأمثل لنهاية هذا الصراع، وهو أقصى ما نأمله الآن. مشيراً إلى أن التطورات المواكبة لما آلت إليه الحرب والتطورات في المشهد السياسي الإسرائيلي فضلاً عن وجود إدارة أمريكية قد تمثل بداية جديدة لتغيير ملموس في المشهد قد يفضي إلى حل يمهد لدولة فلسطينية. واعتبر فريدمان أن حقبة رئيس الوزراء الإسرائيلي الفاسد نتنياهو باتت قريبة من نهايتها.

وقبل ذلك سرقت صحيفة نيويورك تايمز الأنظار بتقرير «كانوا مجرد أطفال»، على صفحتها الأولى مع أسماء وصور وتفاصيل عن حياة الأطفال الفلسطينيين الذين قضوا خلال الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. إذ نشرت صور 66 طفلاً فلسطينياً واثنين في إسرائيل مع نبذة عنهم وتصريحات لأفراد من عائلاتهم.

وفي تقرير مشابه نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أيضاً على صفحتها الأولى، صور الأطفال وتفاصيل عنهم، تحت عنوان «هذا ثمن الحرب».

الزخم الإعلامي القوي للقضية الفلسطينية العادلة هذه الأيام يضاعف حجم المسوؤلية على القادة الفلسطينيين قبل غيرهم في أن يوحدوا صفوفهم وينهوا انقسامهم ويلتفوا حول أشقائهم الصادقين من العرب وحول المبادرة العربية لا حول تجار القضية من فرس وميليشيات ممن يرفع شعارات شعبوية لم يجن منها الفلسطيني إلا الدمار وفقدان المزيد من الأرض والفرص لدولته المنشودة.