بوليتيكو

قالت صحيفة «بوليتيكو»: إن فرنسا وألمانيا ترغبان في تجاوز الماضي في أفريقيا، لكن هل يمكنهما ذلك؟

وبحسب تقرير للنسخة الأوروبية من الصحيفة، اعترف البلدان مؤخرًا بمسؤوليتهما عن دورهما في قتل مئات الآلاف من الأشخاص على مدار القرن الـ 20 في رواندا وناميبيا، في قرار قال محللون «إنه يعكس جهدًا في أوروبا لإعادة العلاقات مع الشركاء الرئيسيين في أفريقيا».

وأضاف التقرير: قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجمهور في رواندا «إن بلاده عليها واجب النظر إلى التاريخ والاعتراف بدورها في المعاناة التي يعاني منها الشعب الرواندي».

وأردف: في السنوات الـ 27 التي مرت منذ مقتل ما يقرب من 800 ألف من عرقية التوتسي في إبادة جماعية وقعت على مدار 100 يوم فقط، فشلت فرنسا في الاعتذار عن دعمها القوي للحكومة التي يقودها الهوتو والمسؤولة عن الجريمة، ومع ذلك لم يقدم الرئيس الفرنسي أي اعتذار رسمي.

ومضى التقرير يقول: في غضون ساعات من بيان ماكرون، أشار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بصراحة إلى أن بلاده مسؤولة عن القتل الجماعي لعشرات الآلاف من الأشخاص من أقليتي هيريرو وناما في ناميبيا خلال احتلالها الاستعماري للبلاد في أوائل القرن الماضي.

وتابع: في وقت سابق من هذا العام، نشرت الحكومة الرواندية تقريرًا من 592 صفحة يشرح بالتفصيل الدور الذي لعبته فرنسا في الإبادة الجماعية في البلاد.

ومضى يقول: في التسعينيات، نظرت فرنسا إلى رواندا كفرصة لمواجهة تأثير الدول الناطقة باللغة الإنجليزية مثل أوغندا وكينيا وتنزانيا بسبب سكانها الناطقين بالفرنسية، في ذلك الوقت، قدمت باريس دعمًا لا ينضب لنظام الهوتو القومي المتشدد بقيادة جريجوار كايباندا، الذي تولى السلطة في 1962، وأشرف على مذابح التوتسي على مدى السنوات التالية.

ونقل التقرير عن مايكل جينينغز، المحاضر في التنمية الدولية في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، قوله: تصريح ماكرون حول مسؤولية فرنسا في الأحداث حول الإبادة الجماعية في رواندا، لا يتعلق بسياسة باريس في أفريقيا بشكل عام بقدر ما يتعلق بإصلاح الأضرار بين فرنسا ورواندا على وجه التحديد.

وبحسب التقرير، رغم التنافس على النفوذ الذي تواجهه فرنسا في أفريقيا من الصين وروسيا، فإن المحللين يرون أن خطوة ماكرون كانت في الأساس انتصارًا دبلوماسيًا لكاجامي، الذي تعرضت حكومته لانتقادات متزايدة بسبب استبدادها المتزايد.

ونقل عن جينينغز قوله: إن رواندا تأمل في أن تؤدي الرغبة الفرنسية في الحفاظ على علاقات جيدة إلى لعب دور داعم في إبعاد انتقاد المانحين للجبهة الوطنية الرواندية الحاكمة.

ومضى التقرير يقول: يأتي اعتراف ألمانيا بالذنب في الوقت الذي تسعى فيه برلين لتوسيع دورها في أفريقيا جنوب الصحراء، من خلال زيادة أموال المساعدات والمساهمة بمزيد من القوات في مهمة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في مالي.

وأضاف: لكن هناك تساؤلات داخل ناميبيا حول ما إذا كان الاعتراف والتعويضات الألمانية يجب أن تذهب أبعد مما تقدمه برلين في الوقت الحالي.