صفاء قرة محمد - بيروت

البطريرك الراعي يجدد الدعوة لمؤتمر دولي لحل أزمات البلد

دعا حزب القوات اللبنانية الذي يرأسه سمير جعجع إلى انتخابات نيابية مبكرة وحل البرلمان وقال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب شوقي الدكاش، يجب الوقوف بوجه هذه المنظومة والسلطة، مؤكدا أن ذلك غير ممكن إلا من خلال انتخابات نيابية مبكرة، داعيا إلى استقالة جماعية من أجل الذهاب إلى الانتخابات.

وأضاف الدكاش في كلمة له أمس «آمنا بالدولة وكنا أول من حمل الراية لبناء المؤسسات وفي طليعتها الجيش والقوى الأمنية. وتابع: أقول لمن يستقوي بسلاحه اليوم أنتم لا تملكون جزءا مما كنا نملكه كقوات لبنانية لكننا تركنا السلاح من أجل مجتمعنا ومن أجل مصلحة الوطن والدولة».

أضاف: من أجل ما اعتبرناه مصلحة لمجتمعنا وللوطن ارتضينا بأن يكون أحد خصومنا في السياسة رئيسا للجمهورية بكل محبة وانفتاح لكي نبني هذه الدولة. آمنا أنه يمكن أن نلتقي في منتصف الطريق ليكون (بي الكل) وضعنا كل جهدنا لإنجاح هذا العهد وكانت نوايانا صادقة. لكن، سامح الله من خرّب هذا العهد وأوصلنا إلى ما وصلنا إليه لتغطية هذا السلاح وهذه المنظومة وهذه السلطة التي يجب أن نقف في وجهها، ولا يمكننا أن نفعل ذلك إلا من خلال الانتخابات. لذلك نريد انتخابات نيابية مبكرة، وإذا كانوا صادقين فلنستقل جميعنا ونذهب إلى انتخابات نيابية مبكرة، ومبروك سلفا لكل من يربح. شعبنا يحتاج إلى إعادة خياراته وإلى رفع الصوت وأن يتخلص من هذه السلطة الطاغية.

مؤتمر دولي

من جهته أكد البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي أنه لا يوجد مخرج للبنان من أزماته السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشيّة إلا بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، برعاية منظمة الأمم المتحدة.

وشدد البطريريك الراعي في كلمة له أمس على أن غاية المؤتمر بالدرجة الأولى تطبيق قرارات مجلس الأمن بكاملها، استكمالا لتطبيق وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن مؤتمر الطائف (1989) بكامل نصها وبروحها.

وثانيا إعلان حياد لبنان بحيث يتمكن من أن يؤدي دوره كوسيط سلام واستقرار وحوار في بيئته العربية، وكمدافع عن القضايا العربية المشتركة، فلا يكون منصة للحرب والنزاع والسلاح.

ويأتي المقام الثالث إيجاد حل لنصف مليون لاجئ فلسطيني على أرضه، والسعي الجدّي لعودة النازحين السوريّين المليون ونصف المليون إلى وطنهم، وممارسة حقوقهم المدنية على أرضه. فلبنان المنهوك تحت وطأة الأزمات، لا يستطيع حمل عبء نصف سكانه مضافا.

الجماعة السياسية

وأضاف الراعي في كلمته: «لو أدركت الجماعة السياسية عندنا رسالة لبنان وقيمتها في الأسرتين العربية والدولية! ولو أدركوا خصوصيته وهويته لحافظوا عليه وقطعوا الطريق عن الساعين إلى تشويهه».

ووجه الراعي تحية لشباب الحراك الثوري الذي انتفض ضد الطبقة السياسية وقال: نحيي القوى الجديدة المنتفضة على المحاصصة والفساد والمحسوبيات والخيارات الخاطئة والتقصير في تحمل المسؤولية. على هذه القوى الجديدة يبنى لبنان، لا على جماعة سياسية غير قادرة على تأليف حكومة، ولا حتى على تأمين دواء ورغيف وكهرباء ومحروقات، فأعلنت هي بنفسها فشلها.

وحول الأزمة المعيشية قال الراعي في كلمته: «نعرف الصعوبات ونقدرها، غير أن هناك جزءا من الأزمة مفتعلا بسبب الجشع والاحتكار. لقد حان الوقت لترشيد الدعمِ من دون المسّ بالمال الاحتياطي في مصرف لبنان الذي هو مال المودعين. وخصوصا مال الطبقتين الوسطى والفقيرة لأن الباقين حولوا أموالهم إلى الخارج، على ما يبدو. ولكن، بين تأخير التمويل وهو كاف لحاجة السوقِ اللبنانية، وبين تخزين الأدوية المستوردة وتكديسها في المخازن من دون توزيعها رغبة بالكسب بعد رفع الدعم، وبين فقدان رقابة وزارة الصحة والأجهزة القضائية والأمنية على هذه المخازن والصيدليات، وبين التهريب والتلاعب في قواعد التوزيع، بين كل ذلك، يدفع المواطنون اللبنانيون ثمن هذا الاستهتار بالحياة.