عبدالرحمن المرشد

يعتقد البعض عندما تشتكي على صاحب مطعم أو محل أو غيره من بائعي كل أنواع السلع الاستهلاكية بأنك تساهم بشكل أو بآخر في قطع رزقه، وهذه للأسف ثقافة منتشرة لدى الكثير من الناس عندما تخبره بقصة معينة فيها تلاعب أو تدليس أو غش وخلافه، وتعطي رأيك بأنك وددت لو قدمت شكوى على الجهات المعنية سواء وزارة التجارة أو وزارة الشؤون البلدية للتبليغ عن هذا التلاعب ليأتيك الرد السريع من البعض بقوله: لا تقطع رزقه.. يفترض أن تنبهه فقط.

هذا خطأ كبير نقع فيه بسبب حسن الظن معتقدين أن هذا التنبيه يكفي، وهو للأسف ما شجع الكثير من العمالة، التي تدير مثل تلك المحلات والمعارض والمطاعم عندما يخالف ولا يجد أي عقوبة، بل الأدهى والأمر عندما يعلم أن الكثير يدركون مخالفاته ولا يتضررون بسبب ذلك مما يجعله يتمادى في تلك التجاوزات، ولكن عندما يعلم أن المخالفة تعني غرامة وبعد ذلك إغلاقا للمحل بالتأكيد سيعمل ألف حساب قبل الشروع في عمليات النصب والاحتيال.

ما ذنب المستهلك عندما يشتري أكلاً ملوثاً وغير نظيف من صاحب مطعم أو بوفيه يقدم لزبائنه أردى أنواع المنتجات وربما منتهية الصلاحية بهدف الحصول على أكبر قدر من الربح، ما ذنب المستهلك عندما يشتري ملابس من نوعية معينة ويدفع عليها مبالغ باهظة ويكتشف لاحقاً أنها مقلدة، ما ذنب المستهلك عندما يشتري إطارات أو قطع غيار على أنها أصلية ويتبين فيما بعد أنها مضروبة وربما تودي بحياته لا قدر الله.. الأمثلة على ذلك كثيرة، وما يعنينا أننا يفترض ألا نغلب حسن الظن والتسامح في هذا الموضوع.

يوجد في الحي، الذي أسكن فيه مطعم صغير اشتريت منه عدة مرات لأنني فيما يظهر لي أنه نظيف، وفي إحداها لاحظت ما يريب في نوع الدجاج، الذي يقدمه وسألته عن ذلك فاستفز غاضباً ما دعاني إلى الشك في الأمر، فاتصلت على البلدية التي حضرت مشكورة وتبين لها أن بعض منتجاته غير نظيفة وليس عليها تاريخ صلاحية فقاموا بتسجيل غرامة مع الوعد بإغلاق المطعم إذا تكرر الأمر، هنا أنا شكلت طوق حماية لمَنْ بعدي، وساهمت في تعديل سلوكهم وحرصهم على النظافة وتقديم المنتجات السليمة.

الجهات الرقابية لم تقصر أبداً وتستلم التبليغ وتباشره في أسرع وقت، لذلك لا تتردد إذا رأيت ما يريب لأنك تحمي مَنْ بعدك والسلام.

almarshad_1@