طارق آل مزهود، عبدالعزيز إبراهيم عبدالرحمن آل عويض، محمد السليمان - الدمام

مواطنون يشكون قلة الحملات التوعوية وسوء حالة الإسفلت

تشكل الإبل السائبة، وغياب اللوحات الإرشادية، على عدد من طرق المنطقة الشرقية، خطرًا داهمًا على مرتادي هذه الطرق، خاصةً أنها قد تتسبب في وقوع الحوادث المرورية على الطرق السريعة.

ولا تغيب عن الذاكرة الفواجع التي تسببها الإبل السائبة، وتمر واقعة حتى تليها الأخرى، ناقشة عمقا داميا جديدا في سجل القصص المأساوية لحوادث الطرق، وبين كل فترة وأخرى، يتناهى إلى الأسماع، مداهمة الإبل السائبة للمركبات، التفاصيل دائما واحدة، فقط يختلف اسم الضحية، أو الأثر الذي يسببه الحادث، سواء الموت أو الجروح الخطيرة أو الإعاقة.

وذكر مواطنون ومختصون لـ«اليوم» أن غياب اللوحات الإرشادية في بعض الطرق، والإبل السائبة أبرز مسببات الحوادث المرورية، مطالبين بضرورة وضع حلول عاجلة لهذه المشكلة.

غياب اللوحات الإرشادية.. ونقط عمياء

أكد المواطن يوسف الشهراني أن أبرز المخاطر المتواجدة بالطرق، هي عدم وعي السائقين بالإرشادات، وهذا ناتج عن قلة الحملات التوعوية، التي لا تواكب أي أنظمة يتم إدراجها في الطرق، موضحًا أن الطرق الفرعية غالبًا ما تكون أخطر من الطرق الرئيسية؛ لافتقار السائقين للوعي بها، وكذلك عدم وجود أي لوحات إرشادية.

وأشار إلى ضرورة وجود صيانة دورية لجميع الطرق، وبشكل مستمر، كما يجب أن تكون هناك كاميرات على جميع الطرق؛ لمراقبتها على مدار الساعة، وأنه يجب على جميع محافظات المنطقة الشرقية، عمل الطرق كما هي الطرق الموجودة بالهيئة الملكية بالجبيل الصناعية، حيث جودة الطرق على جميع الأصعدة، سواء نظافتها أو تنظيمها أو حتى تنظيم إشاراتها، وكذلك تصريف المياه الآمن بها.

وبيَّن أن وسائل السلامة بطرق المنطقة غير متواجدة، باستثناء الجبيل الصناعية، إضافةً إلى وجود طرق خطرة، مثل طريق أبو حدرية، وكذلك بعض الطرق والمخططات في الجبيل البلد، وفي مدينة الدمام.

واختتم بأن كاميرات «ساهر» زادت نسبة الوعي لدى المواطنين، ولكن دائمًا ما توجد نقطة عمياء بالنسبة لمراقبة الطرق، وهذا يجعل بعض المتهورين يستخدمون هذا في ممارسات خاطئة، تؤثر على سلامة مرتادي الطرق.

حيوانات سائبة.. وسياج آمن

أفاد المواطن صالح آل مشاييخ بأن أبرز مخاطر الطرق التي يراها، هي عدم وجود السياج الآمن في أغلب الطرق، وكثرة الحيوانات السائبة على بعض الطرق، التي تسببت في حوادث شنيعة، دون أن توجد لها أي حلول إلى الآن.

وأضاف إن هناك ضعفًا في الوعي لدى أصحاب هذه الحيوانات، إضافةً إلى الإهمال، وعدم المبالاة، وزادت بالفترة الأخيرة، الكلاب السائبة، وفيما قبل، كانت هناك الإبل، التي قد تسببب في حوادث مميتة.

وأكد أن الطرق غير آمنة، ولا توجد بها إرشادات، ويقل فيها الحس الأمني، وأن الطرق التي بين المزارع تشكل خطرًا كبيرًا، وأن السائقين لا يلتزمون بالأنظمة في الشوارع الداخلية بالمنطقة الشرقية، وأن اللوحات الإرشادية أغلبها لم تعد واضحة، أو أصبحت قليلة، مثل علامة التوقف عند نهاية كل تقاطع، وغيرها من الإرشادات.

وتابع أن الحلول تشمل زيادة الوعي، ورفع مستواه عند السائقين، سواء كان وعيا ذاتيا، أو من خلال الحملات التوعوية في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تكثيف الرسائل والوسائل الأمنية، وتكثيف الإضاءة في الطرق المظلمة، وإيضاح الخطوط فيها، وكذلك وجود أماكن ممرات مخصصة للإبل، وغيرها من الحيوانات.

وضع حلول جذرية وعاجلة

بيَّن المواطن عبدالله الحمدان أن المخاطر في الطرق تكمن في ضيق بعضها، وكذلك عدم جودتها، مثل طريق أبو حدرية، أو طريق الملك فهد، أو بعض الطرق، إضافةً إلى عدم وجود الإرشادات على بعض الطرق، الأمر الذي يتسبب في حوادث جسيمة، ومخاطر.

وأضاف: يجب التأكد من توفير جميع وسائل السلامة في الطرق، قبل إنزال أي عقوبة أو مخالفة، موضحًا أن من أهم وسائل السلامة، صيانة الطرق بشكل دائم، والتأكد من عدم وجود أي سوء بالطريق، قد يؤدي إلى ارتباك في الحركة، أو فقدان السيطرة.

وأكمل أن الطرق المتكسرة تعتبر من أهم عوامل التسبب بالحوادث، وأن غياب اللوحات الإرشادية يجعل الوعي منخفضا لدى السائقين، وبالتالي لا بدّ من تنفيذ حملات توعية مكثفة، ووضع حلول جذرية وعاجلة، لأن أغلب الطرق سيئة.

سوء حالة الإسفلت واختفاء الخطوط الأرضية

قال المواطن فيصل الرشيدي: إن أغلب مخاطر الطرق تكمن في الطرق الطويلة، التي تكثر فيها الحيوانات السائبة، وتقل فيها اللوحات الإرشادية، إضافةً إلى أن بعض الشوارع الداخلية تفتقر إلى الجودة، خاصةً فيما يتعلق بسوء حالة الإسفلت.

وأكد أن كثيرًا من طرق الشرقية غير آمنة، وأهمها طريق أبو حدرية، الذي يعاني من سوء حالة الإسفلت، وتكسره، وأصبح بعضه «مطبات» تؤثر على السائقين، وتخل بتوازن المركبات، وبالتالي وقوع حوادث كثيرة، متابعًا أن الخطوط الأرضية غير واضحة في بعض الطرق، ويجب إيضاحها قبل تفعيل مخالفة تجاوز الخطوط.

وأكمل أن كاميرات «ساهر» أسهمت في قلة الحوادث، لكن لا بد من مراقبة الطرق بالكاميرات بشكل مكثف، كي يُعرف أي الخلل وتتم معالجته.

نجاة من موت محقق بعد الاصطدام بـ«المجاهيم»

لفت المواطن وليد القضاع، الذي نجا من الموت المحقق بعد اصطدامه بقطيع عابر من الإبل، تجاوز عددها الخمسين من فئة المجاهيم «ذات اللون الأسود»، وذلك في الساعة الثانية فجرًا على طريق حفر الباطن النعيرية، إلى أن أضرار الحادث جاءت على السيارة فقط، وأنه يحمد الله أنه لم يكن معه أحد من قريب أو صديق.

وأوضح أنه تواصل مع مركز أمن الطرق، الذي باشر الحادث مع فرقة من المرور، وأيضًا الهلال الأحمر السعودي، وأنه رفض إسعافه حتى يأتي المسؤول عن هذه الإبل، وأنه طلب من الجهات الأمنية البحث عنه، وتم التواصل معه وإحضاره لموقع الحادث، وهو من أحد مواطني دول الخليج الأشقاء.

واختتم: معاملتي الآن منظورة لدى الجهات المعنية للمطالبة بحقوقي النظامية.

تطبيق الأنظمة يحد من القيادة المتهورة

ذكرت لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية، أن دور اللجنة هو التقليل من الحوادث والوفيات والإصابات البليغة، وأن تطبيق الأنظمة من قبل قائدي المركبات سيحد كثيرًا من القيادة المتهورة على الطرقات.

وأضافت: هنا لا بدّ من التنويه بأهمية وضوح الخطوط والعلامات الإرشادية، حتى تتم مخالفة مَنْ يتجاوزها، وأن اللجنة لها العديد من الأعمال التي ترفع من مستوى الوعي المروري لدى كل شرائح المجتمع من خلال برامجها التوعوية ذات الطابع المشوق.

وأكملت: حرصنا في اللجنة أن نخلق المتعة والتشويق في برامجنا عن طريق المحاكاة، وكذلك المسابقات التي من شأنها رفع الكم المعرفي لدى الحضور بكل الأعمار وفي نفس الوقت يجدون المتعة.

مشروعات لرفع كفاءة طريق «أبو حدرية»

أكد فرع وزارة النقل بالمنطقة الشرقية لـ«اليوم»، تنفيذ عدد من المشاريع على طريق أبو حدرية، بهدف رفع كفاءة الطريق، ورفع مستوى الخدمة عليه، على عدد من المحاور، ضمن مشاريع التنفيذ، ومشاريع الصيانة الوقائية الجاري تنفيذها.

وأشار فرع الوزارة إلى أن مشاريع التنفيذ تشمل إصلاح طريق «الدمام - أبو حدرية»، بإعادة إنشاء الطريق، وتوسعته لثلاثة مسارات لكل اتجاه، بطول 22 كيلو مترًا، في حدود محافظة الخفجي عند نقطة تفتيش الزرقاني، موضحًا أنه تم الانتهاء من أعمال جميع طبقات الطريق بطول 11 كيلو مترًا.

وجارٍ العمل على إعادة ترسية مشروع الأعمال المتبقية لمشروع إصلاح وتوسعة طريق «أبو حدرية - الخفجي» إلى ثلاثة مسارات لكل اتجاه، من تقاطع رأس مشعاب باتجاه الخفجي، بطول 17.025 كيلو متر، وتم استلام الموقع من قبل المقاول، وجارٍ العمل بالمشروع.

وأضاف إنه يتم تطوير وتحسين تقاطع طريق أبو حدرية «طريق مجلس التعاون الخليجي»، مع طريق «الظهران - بقيق»، بتنفيذ 5 جسور، وجارٍ العمل بالأعمال الترابية للطرق وأعمال الحفريات الإنشائية للجسور بالمشروع، إضافة إلى تنفيذ تقاطع مدخل النابية مع طريق أبو حدرية السريع «تقاطع شارع 15 مع طريق أبو حدرية».

مراعاة عوامل السلامة ونوعية المركبات

قال أستاذ الهندسة المدنية المشارك بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د.عثمان الشمراني: إن من أهم الاعتبارات التي تؤخذ في مرحلة تصميم الطرق، هو سلامة المستخدم، سواءً كان قائد مركبة، أو المشاة الذين يعبرون الطرق، والذين يعتبرون المستفيد الأول من توفير هذه الخدمة، ولذلك كان من الواجب على أي مصمم طرق أخذ معامل السلامة كمرجع لتحكيم جودة الطريق من عدمها.

وأوضح أن من أبرز عوامل السلامة في الطرق، معرفة عدد المستخدمين، ويتجلى ذلك في عدد المركبات المستخدمة للطريق، الذي سينعكس في تحديد عرض الطريق الأمثل، وعدد المسارات اللازمة المراد إنشاؤها، وهنا يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار النمو السكاني والاقتصادي في المنطقة، ومراعاة نوعية المركبات المستخدمة للطريق، مما يؤخذ حسابه في تحديد أحمال وأوزان الطريق، وذلك لضمان تحمل الطريق.

وأشار إلى أن جودة إنشاء الطريق من أهم سبل السلامة، الذي يجب أن يخضع للمواصفات والمقاييس، التي تراعي الظروف المتغيرة، ومنها تلك المتعلقة بالبيئة وحالة الطقس والمناخ كدرجات الحرارة العالية والرطوبة، ولتطبيق معايير السلامة يجب أن تتوافر في الطريق العلامات الإرشادية في جوانب الطريق كتحديد السرعة والمنحنيات والتنبيهات الأخرى.

وتابع: يجب التأكد من وضوح تخطيط الطريق لضمان الالتزام بالمسار وتحديد أماكن التجاوز المسموح به، وينصح أن تعزز خطوط الطرق بما يسمى العاكسات أو عيون القطط، التي تزيد من تحديد مسار السائق، خاصةً في أوقات الليل، أو في حالة وجود الضباب، كما ينصح بوجود كتف في جوانب الطريق في حالة تعطل المركبات أو للاستخدامات الأمنية الأخرى.

وأكمل: نأتي لأهم معيار من معايير السلامة وهو الصيانة الدورية التنبؤية منه والوقائية، التي يجب عملها بشكل مستمر لضمان سلامة المستخدمين والمركبات وللوصول للعمر الافتراضي للطريق، والمستخدم لبعض الطرق يجد أن بعض تلك المعايير، التي تم ذكرها لا تكاد تكون مطبقة فيها، فمن حيث عرض الطريق فإنه لا يتسع لعدد المركبات المستخدمة.

وزاد: في الأخير حفظ النفس البشرية والممتلكات هو واجب ديني ووطني يجب على الجميع الالتزام به، ومحاسبة المقصرين ستكون رادعًا لغيرهم، وأتمنى التنبيه على مستخدمي الطرق بتوخي الحذر من مفاجآت الطريق بتقليل السرعة، وعدم اتخاذ قرار التجاوز إلا في الأماكن الآمنة مع عدم الانشغال بالجوال والأكل والشرب والتحدث مع الركاب أثناء القيادة والتقيد بوسائل السلامة والتركيز في الطريق أثناء القيادة، وغيرها من الأمور التي يجب على قائد المركبة التقيد بها.

انتشار الحفريات والتشققات

بيَّن الخبير الهندسي م. عبدالرحمن الدامغ أنه يعتبر قطاع النقل والمواصلات من القطاعات الداعمة جدًا للاقتصاد الوطني، لما يوفره من تأمين حركة نقل الركاب والبضائع على النطاقين المحلي والدولي، وقد يعيب هذا القطاع بعض الطرق الأساسية في المناطق الاقتصادية والتنموية، وجود بعض الحفريات أو التشققات، ما يعيق المواصلات أو يتسبب في تلفيات لمرتادي الطرق، وعدم وضوح المسارات أو اللافتات أو عدم التحذير عن وجود كاميرات الرصد «ساهر»، وهذا ما يجعل مستخدمي الطريق يعرقلون حركة الطريق بسرعة تفاجئ وتسبب تعطل للحركة المرورية.

وأضاف: أبرز النقاط التي يجب توافرها هي إلزام مقاولي الطرق أو المشرفين عليها بأخذ ضمانات على سلامة الطرق من تلف البنية التحتية، وإضافة لوحات إرشادية، ودراسة الحركة المرورية بشكل مستمر حتى تكون هنالك مداخل ومخارج تساعد مرتادي الطريق للتنقل بكل أريحية.

أبرز مخاطر الطرق

1- انتشار الإبل السائبة

2- غياب اللوحات الإرشادية أو موقعها

3- مواقع كاميرا «ساهر»، التي تجبر المركبات على التهدئة المفاجئة

4- التقاطعات الخطرة

5- الطرق المتهالكة

6- ضعف الصيانة

7- عدم وجود سياج فاصل

8- التهور في القيادة

الطرق غير الآمنة

- طريق أبو حدرية

يعاني من التهالك والتحويلات واللوحات الإرشادية الضعيفة

- طريق النعيرية - حفر الباطن

يعاني من الإبل السائبة، وغياب السياج الحديدي ومواقع «ساهر»

- طريق القرية العليا الرفيعة

يعاني من التقاطعات الخطرة والقيادة المتهورة

أبرز الحلول

1- وضع السياج الحديدي

2- تغليظ العقوبة على أصحاب الإبل

3- إعادة تقييم مواقع «ساهر»

4- وضع اشتراطات إضافية لصيانة الطرق

5- استحداث برنامج لرصد الطرق وربط البرنامج بالمجتمع