علي بطيح العمري

ما من فكرة أطلت على البشرية إلا وتعرض صاحبها للهجوم ورُمي بالجنون وقلة المعرفة.

حينما اخترع «الأخوان رايت» أول طائرة عام 1903 وصفت التجربة بأنها خدعة، وقالوا إن تحليق جسم أثقل من الهواء مستحيل.. وها هم الناس اليوم يحلقون بأجسامهم الخفيفة والثقيلة، وأصبحت الخدعة حقيقة.

وهذا لم يحدث فقط مع الأخوان رايت بل تعرض له غيرهم.. فها هو «ليونهوك» مخترع الميكروسكوب الذي رأى بواسطته الجراثيم لأول مرة في التاريخ، اتهمه الجميع بالجنون، وبقي اكتشافه مهملاً لسنوات.. ولا ننسى الطيب «أديسون» قالوا عن فكرته إنها حمقاء.

ليست الابتكارات وحدها قوبلت بالعداء حتى الأديان السماوية والأنبياء الكرام كان لهم نصيب من هجوم الناس الذين لا يؤمنون بالتغيير ولا بالوحي، فاتهموهم بالجنون، ونعتوا الأديان بأبشع الصفات.

هذا يدلك على أمور..

* كل جديد له أعداء، وهناك من يقاوم كل فكرة رائدة بشراسة.

* لكل نجاح خصوم فاطمئن إن كنت سائراً على الطريق الصحيح في شتى نواحي الحياة.

* مهاجمة الأفكار النبيلة يكون أحياناً من باب العناد والسير عكس التيار.

* أسوأ صنف من الناس من لا يعارض الفكرة لذاتها وإنما يعارضها من أجل صاحبها.

* بعضهم يتلكأ ولا يستحسن الفكرة في بدايتها لكنه يقتنع لاحقاً.

* كل فكرة جديدة قد لا تكون مقبولة في مجتمعها لكن ربما كتب لها النجاح في مجتمع أو زمان آخر.

في مجتمعنا -وكل مجتمعات الدنيا تختصم حول الجديد- كان هناك الكثير من التجادل وصل إلى التخاصم مع بعض المتغيرات المجتمعية والمخترعات الوافدة، فمن منا ينسى معركة جوال الكاميرا؟، وحتى أسلافنا القدامى اختلفوا حول تعليم البنات والميكرفونات في بداياتها، وأضحت اليوم واقعاً لا نقبل إلغاءه.

وأخيراً..

اليوم ربما تطرح الكثير من الأفكار والمشاريع الاجتماعية والاقتصادية والإدارية... على مستوى الأسرة والحي الواحد والمجتمعات لكن قد لا يكتب لها قبول، إما بسبب سوء طرحها أو لطغيان سلبياتها أو عدم جدواها في الوقت الحالي.. لكن لا تقلق ربما يأتي -ولو بعد حين- من يأخذ «بتلابيب» فكرتك، ويتمسك «بأهدابها» ويخرجها للنور، فدع القلق وابدأ الحياة على قول «ديل كارينجي».

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

كن على الحق ولا تبالِ بكلام الناس.

@alomary2008