د. خليفة الملحم يكتب :

في الجولة قبل الأخيرة طار الهلال ببطولة الدوري ولا يزال صراع الهروب من الهبوط مشتعلاً وبحسابات (تعور الراس) وتبقى البطولة الأغلى على قلوب الجميع ألا وهي كأس خادم الحرمين الشريفين، التي تشرف فريقا التعاون والفيصلي بالتأهل لها!

الفرص متساوية بينهما وإن كان التعاون يتفوق عناصرياً لكون خصمه سيكون منقوصاً عنصرين أجنبيين مهمين في خط دفاعه (إيغورروسي ورافاييل سيلفا) ولكن مباريات الكأس تلعب على جزئيات بسيطة وظروف متغيرة، وكل شيء ممكن أن يتغير في لحظات، فتسجيل هدف عكس اتجاه اللعب ومن ثم المحافظة عليه حتى النهاية يضمن لأي فريق البطولة والكأس الغالية!

لجنة المسابقات قامت مشكورة بتقديم مباراتيهما الدورية 48 ساعة ليلعبا الأحد، وبذلك يحصلان على الراحة الكافية قبل النهائي فليس معقولاً أن يلعب كل منهما مباراته الدورية يوم الثلاثاء ثم يخوض النهائي اليوم الخميس برغم أن بعض الإعلاميين صوروا أن هذا التقديم كان من مصلحة الهلال فقط، ولو لم يتم هذا التقديم لاضطر كل منهما لخوض المباراة الدورية بالبدلاء، ولكن ذلك التعديل منحهما فرصة اللعب بكامل القوة والعتاد، فالتعاون كان يريد استمرار المنافسة على المقعد الآسيوي ولا يريد التنازل عنه، والفيصلي لم يؤمن نفسه من مسألة الهبوط وكان يريد الخروج من تلك الدوامة المزعجة ورغم ذلك فقد خسر كلاهما مباراته بطريقة مختلفة ولكن الأهم أنهما حصلا على الراحة المطلوبة قبل النهائي الكبير!

التعاون سبق له التواجد في مناسبتين بنهائي الكأس عام 1990، وخسر أمام النصر ثم عاد 2019 أمام الاتحاد وظفر بالبطولة بينما تواجد الفيصلي مرة واحدة فقط عام 2018 وخسرها أمام الاتحاد، وهي فرصة سانحة لكليهما لإضافة بطولة غالية جديدة، وأن يكتب أحدهما اسمه بمداد الذهب!

جميع المراقبين والمحبين لكرة القدم في وطني الحبيب كانوا يمنون النفس أن تستمر إثارة حسم لقب الدوري حتى الجولة الأخيرة لكن الهلال حرم الجميع من تلك المتعة وطار بلقب أصعب وأغرب دوري مر علينا بكثرة تقلباته وتغيراته، فمبروك لمحبي هذا الزعيم بالدوري 17، وبين التعاون والفيصلي كأس غالية، وتمنياتنا لكليهما بالتوفيق ومبروك مقدماً لمَنْ يحظى بالبطولة وحظاً أوفر للخاسر!

khalifamulhim@yahoo.com