وليد الخميس

*(نجد) علمتنا كيف نحيا... وكيف نموت..!*

فليس المريض مريض الجسد أو صاحب داء مزمن مؤلم - لكن المريض حقا هو مَنْ يصاب بمرض اليأس والخوف والفزع.

نجد أصابها الداء الخبيث قبل ثماني سنوات - أصاب جسدها الطاهر البريء لكنه لم يصب قلبها - لم يصب إيمانها بخالقها - لم يصب رضاها - لم يغير من وجهها الضاحك الباسم شيئا..!

فبالرغم من توطن هذا المرض في رأسها - لم نلحظ يوما أنها غاضبة أو يائسة، بل إنها كانت تردد دائما «الحمد لله - أنا أحسن من غيري».

برغم الورم الخبيث لكن لم تغب عن محياها الابتسامة؛ وكانت هي ترشدنا وتعلمنا وتوصينا بالرضا والحمد والشكر لله سبحانه وتعالى..!

جاءها المرض في سن الـ 19 من عمرها واستمرت معاناتها معه حتى بلغت الـ 27 من عمرها قبل أن تفضي روحها الطاهرة لخالقها سبحانه وتعالى..

لقد أعطتنا (نجد) درسا في معاني الصبر؛ ففي كل نظرة من نظراتها كنا نشعر بأنها قوية وتعطينا الأمل بابتسامتها الجميلة البريئة..!

استمرت معاناتها طوال هذه الفترة حتى ذبل جسدها وخارت قواها من كم العلاجات والمواد، التي تتلقاها جراء هذا الداء الخبيث.. ومع ذلك لا يغيب عنها الرضا ودائما تقول: (أنا أحسن من غيري).

*(نجد )* فقدت بصرها في أواخر أيامها قبل أن ترتقي روحها الطاهرة إلى بارئها - بيد أنه في بداية ضعف وفقد بصرها كانت تخبئ عنا ما أصاب عينيها من ضعف حتى لا يزداد ألمنا بسببها، إلى أن فقدت بصرها وهي أيضا راضية بما قدر الله لها..

نعم فقدت القدرة على الرؤية قبل وفاتها بثلاثة أشهر، ثم فقدت القدرة على البلع والمشي.. وقد ارتقت روحها إلى الخالق في 22 رمضان المبارك لهذا العام 1442هـ ودفنت بمدينة الرياض بالمملكة.

نجد وليد الخميس من حب الأهل والأقارب والمعارف والأصدقاء تم التبرع لبناء مسجدين وقف لها بالفلبين والنيجر، وآبار مياه بالهند.

نجد.. علمتنا كيف يكون الرضا بالألم... وكيف يكون الصبر على البلاء، وتعلمنا أن الإيمان ليس في الجسد، الإيمان في القلب والروح دائما ملك لله... لقد فاضت روحها راضية مرضية... فاللهم ألحقنا بها في جناتك جنات النعيم مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.