عبدالعزيز العمري - جدة

مشروع إستراتيجي يعزز الاستثمار السياحي في المناطق

أكد اقتصاديون وأكاديميون أن مشروع الجسر البري لربط المنطقة الشرقية بالمنطقة الغربية بقطار نقل ركاب وبضائع فائق السرعة، والذي سيتم الإعلان عن آلية تنفيذه قريبا، وفقا لما كشف عنه الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» د. بشار المالك، يعد من متطلبات التحول الوطني وتحقيق رؤية 2030 في أهدافها الاستراتيجية في إحداث نقلة تنموية نوعية، وسيسهم بشكل كبير في اختصار الوقت وزيادة الدخل إضافة إلى توفير فرص وظيفية للشباب.

الحد من الهجرة الداخلية للمدن

قالت الأكاديمي المتخصص في السياسات السكانية والتنمية لدول الخليج العربية د. عبلة مرشد، إن تيسير وسائل النقل بين المناطق من جهة، وبينها وبين الدول المجاورة، يعد من أولويات التنمية ومن متطلباتها الرئيسة لسهولة الاتصال وذلك يشمل الأفراد والبضائع على حد سواء، مضيفة أن إنشاء شبكة من السكة الحديد بين مناطق المملكة يعتبر من متطلبات التحول الوطني وتحقيق رؤية ٢٠٣٠ في أهدافها الاستراتيجية في إحداث نقلة تنموية نوعية، فمن خلال السكك الحديدية يمكن الاستثمار في السياحة بشكل كبير لجميع المناطق التي تمثل مراكز جذب سياحي في المملكة علاوة على أهميتها في تحقيق التنمية المتوازنة لجميع السكان في المناطق المختلفة من خلال سهولة انتقالهم بين مناطق عملهم ومناطق سكناهم، وبذلك لا يضطرون إلى ما يعرف بالهجرة الداخلية للمدن، مما يسهم بدوره في الحد من ازدحام المدن الرئيسة ويقلل من جميع المشكلات المتعلقة بذلك سواء في حركة المرور أو مستوى خدمات وأسعار الإسكان داخل المدن وغيرها، بالإضافة إلى أهميته في تسهيل التواصل الأسري والمجتمعي بين سكان المناطق وبينهم والدول المجاورة، ولعل أهم ما يتميز به الجسر البري من خلال السكة الحديدية هو انخفاض أسعاره وسرعته وطاقته الاستيعابية الكبيرة، بالإضافة إلى درجة الأمان العالية التي يتمتع بها، نتطلع ونترقب المشروع ليكون حقيقة في أقرب وقت.

خفض تكلفة نقل البضائع

ذكر الأكاديمي الاقتصادي بجامعة جدة د. سالم باعجاجة، أن مشروع الجسر البري الذي تعتزم المملكة إنشاءه يعد من أضخم مشاريع السكك الحديدية في البلاد والذي يربط بين البحر الأحمر والخليج العربي بطول 1600 كيلومتر، وسيكون أثره كبيرا اقتصاديا في توفير الوقت لاستلام البضائع لأنه سيختصر الوقت من خمسه أيام إلى ثلاثة أيام، وتعزيز الربط بين أكبر مدينتين في المملكة وهما الرياض وجدة، ومن مزايا هذا المشروع تخفيض تكلفة نقل البضائع وتوفير الوقت اللازم للنقل والاستفادة من الشاحنات في نقل المنتجات الزراعية من مختلف مناطق المملكة، ومحطة الجسر على البحر الأحمر ستتحول إلى منطقة لوجستية تربط الكثير من دول العالم.

توفير فرص وظيفية للشباب

أكد الأستاذ المشارك في جامعة الملك عبدالعزيز د. وحيد أبو شنب، أن مشروع الجسر البري سيربط موانئ المنطقة الشرقية بموانئ المنطقة الغربية عبر العاصمة الرياض، ومن المتوقع أن يكون سببا في تقليص عدد الشاحنات المسافرة على الطريق العام بين الرياض وجدة واختصار زمن الرحلة الحالي لنقل الشحنات حول الساحل السعودي وسيسهم في نقل الحاويات والبضائع المختلفة بين الأسواق المحلية والخليجية المجاورة، مبينا أن هذا المشروع اللوجستي سيعمل على تسريع خطى تخلص اقتصاد المملكة من الاعتماد على النفط، ضمن إطار «رؤية 2030»، اضافة لتوفير فرص وظيفية وتدريبية للشباب السعودي وسيؤدي إذا ما ساهم في نقل الركاب إلى تقليص عدد الحوادث المرورية ويسهم في سلاسة نقل الكفاءات البشرية بين المدن الاقتصادية بشكل آمن وسريع.

منطقة لوجستية عالمية

بين عضو الجمعية السعودية للاقتصاد د. عبدالله المغلوث أن الجسر البري يعد واحدا من أهم المشروعات التنموية في المملكة، وسيربط بين موانئ البحر الأحمر والخليج العربي عبر الخطوط الحديدية ويبلغ طوله 1600 كم، وتبلغ تكلفته نحو 50 مليارا، ويربط بين البحر الأحمر والخليج العربي، ويتميز هذا المشروع بقدرته على اختصار زمن نقل البضائع من موانئ الساحلين الشرقي والغربي إلى 72 ساعة، بالإضافة إلى أنه يستهدف تقليل الحاجة إلى النقل بالشاحنات التقليدية، كما أنه سيعزز الربط بين الرياض وجدة، وستكون المحطة النهائية للجسر في البحر الأحمر، والتي ستصدر المملكة عبرها بضائعها، وهو ما يحولها إلى منطقة لوجستية تربط الكثير من دول العالم، ويستهدف المشروع التسريع في خطى تخلص اقتصاد المملكة من الاعتماد على النفط، ضمن إطار «رؤية 2030».

تنشيط الحركة السياحية

أوضح الاقتصادي م. محمد السعود، أن الجسر يعتبر مشروعا استراتيجيا هاما جدا وله أبعاد كبيرة على عدة مستويات، ومن أهمها الاقتصادية والسياحية والسياسية، مما يجعل الجسر البري في قلب عملية التحول الاقتصادي، والجسر البري كفيل بنقل اقتصادات النقل والدور اللوجستي للمملكة داخليا وتعزيز دور المملكة كمركز لوجستي بين الجزيرة العربية وأفريقيا وأوروبا كأحد أركان الرؤية على المستوى الأعلى، وبذلك يقوم الجسر بنقل الحاويات والبضائع بين السوق المحلية والخليجية، إضافة إلى الركاب بين مدن الدمام والرياض وجدة، كما سيسهم في تقليل عدد الشاحنات على طريق الرياض - جدة وسيساهم في استمرار النقل للبضائع حتى في ساعات توقف الشاحنات والتي تعد خسائرها بالمليارات، بالإضافة للتأثير الإيجابي الكبير على السياحة بسبب سهولة التنقل بين مناطق المملكة وإمكانية المرور عبر مناطق سياحية وأثرية مهمة مما سيرفع من الدخل من السياحة.

12 شركة سعودية وعالمية

يستهدف مشروع الجسر البري ، إنشاء خط سكة حديد يربط بين شرق وغرب المملكة يبدأ من ينبع إلى ميناء الملك عبدالله إلى ميناء جدة إلى الرياض مع تطوير الجزء القائم من السكة الحديدية إلى المنطقة الشرقية، مع استحداث عدد من المناطق اللوجستية والموانئ الجافة على مسار الخط لتحقيق التكامل. وكان وزير النقل صالح الجاسر قد أوضح في وقت سابق، أن المشروع بقيادة شركة صينية حكومية تعد من أكبر الشركات التي تعمل في السكك الحديدية ومعها 11 شركة عالمية ومنها شركة سعودية وأوروبية وأمريكية متخصصة في الجوانب الهندسية والتصميم وإشارات السكك الحديدية وبناء المركبات.