حسام أبو العلا، الوكالات - عواصم

ترحيب «عربي إسلامي دولي» ببدء سريان اتفاق «تهدئة غزة»

فيما أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية، ترحيب المملكة بكل الجهود البناءة لتحقيق وقف عاجل للعمليات العسكرية وإيصال المساعدات الإنسانية والطبية للمتضررين الفلسطينيين، ثمن فلسطينيون المواقف السعودية الداعمة للقضية سواء على الصعيد السياسي أو في الجانب الإنساني، قائلين: إنها محل تقدير وامتنان من كافة أبناء الشعب الفلسطيني.

وفي كلمة بالاجتماع الطارئ المنعقد، ليل الخميس، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك تحت بند «الحالة في الشرق الأوسط» لمناقشة تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، شدد وزير الخارجية على أن المملكة ترفض إجراءات إسرائيل التي تسعى لطرد الفلسطينيين من القدس الشرقية، مؤكدا أن الاعتداءات على الشعب الفلسطيني انتهاك خطير للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهدد السلم والأمن الدوليين والاستقرار في العالم، علاوة على تقويض فرص السلام في المنطقة والعالم وكذلك تقليص فرص حل الدولتين.

قضية فلسطين

وأضاف وزير الخارجية في كلمة المملكة أمام الأمم المتحدة: «إن قضية فلسطين أساسية في سياستنا حتى يستعيد الفلسطينيون أراضيهم»، مشيرا إلى أن الإجراءات الإسرائيلية الاستفزازية تسببت في التصعيد، وأن العنف لا يجلب إلا العنف ويزيد من الصراع.

وشدد على ضرورة الوصول إلى حل القضية الفلسطينية على أساس المبادرة العربية للسلام، مرحبا في السياق ذاته بجهود التوصل لوقف عاجل لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات.

وأكد الأمير فيصل بن فرحان الموقف التاريخي للمملكة وقياداتها عبر الأزمنة، وهو موقف داعم للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، ويقوم على مبدأ أن «القضية الفلسطينية هي قضية أساسية وجوهرية في السياسة الخارجية للمملكة، وستظل قضية فلسطين محورا أساسيا في سياسة المملكة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه وأرضه، وتقام دولة فلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية».

فلسطينية تحتفل مع ابنها بالهدنة المعلنة من أمام منزلهما المحطم في غزة (رويترز)


إشادة بالمملكة

وثمن الكاتب الفلسطيني د. محمد البوجي في تصريحات لـ«اليوم» جهود المملكة منذ بدء الأزمة الأخيرة، التي أسفرت بالتنسيق مع مصر وعدد من الدول إلى التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، مشددا على أن هذه المواقف ليست غريبة على القيادة السعودية، إذ يبذل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد جهودا واسعة على الصعيد الدولي لتقديم الدعم السياسي والإنساني للقضية الفلسطينية.

من جانبه، قال رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني د. محمد أبو سمرة: «إن مواقف المملكة الداعمة للقضية الفلسطينية سواء على الصعيد السياسي أو في الجانب الإنساني، هي محل تقدير وامتنان من كافة أبناء الشعب الفلسطيني»، مؤكدا أن «المملكة بذلت جهودا كبيرة لوقف العدوان ضد المسجد الأقصى وقطاع غزة»، مشيدا بدعوة المملكة لعقد اجتماع طارئ لمنظمة التضامن الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية لتعزيز الصمود الفلسطيني.

وأشاد أبو سمرة بكلمة السعودية في الاجتماع الطارئ لمناقشة «تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، لافتا إلى أن «المملكة وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته إزاء الجرائم الإسرائيلية».

جنود الاحتلال يستخدمون العنف مع فلسطينية في باحة المسجد الأقصى (رويترز)


مواجهات «الأقصى»

وفي حين دخل اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة الذى تم التوصل إليه برعاية مصرية حيز التنفيذ، اعتبارا من الساعة الثانية من صباح أمس الجمعة، اندلعت مواجهات بين الاحتلال وفلسطينيين داخل باحات المسجد الأقصى عقب انتهاء صلاة الجمعة، مما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف الشبان الفلسطينيين.

وفي شأن التهدئة، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. نايف الحجرف، بجهود جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة قطر والجمهورية التونسية، والأمين العام للأمم المتحدة بالتوصل إلى هدنة في غزة بعد أحد عشر يوماً من تعرض القطاع لاعتداءات من قوات الاحتلال.

وأكد الحجرف دعم مجلس التعاون الثابت والراسخ لحق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة، وأشاد بالتحرك العربي والإسلامي للتصدي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وشهد مختلف أرجاء الضفة الغربية وغزة، أمس الجمعة، مسيرات شعبية احتفالا وترحيبا بقرار وقف إطلاق النار مع الاحتلال في القطاع، وسط تكبيرات عيد الفطر التي حرم منها الشعب الفلسطيني بسبب العدوان الإسرائيلي والقصف المستمر على مختلف أرجاء القطاع.

إجراءات جادة

من جهته، حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الإدارة الأمريكية، أمس الجمعة، على «اتخاذ إجراءات جادة لوقف انتهاكات إسرائيل»، ورحبت الرئاسة الفلسطينية بالتهدئة في غزة، وأثنت على جهود الدول العربية والغربية من أجل التوصل إليها.

وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء محمد اشتية: نرحب بنجاح الجهود الدولية التي بذلت طيلة الأيام الماضية والتي قادتها مصر لوقف العدوان الإسرائيلي.

وعبر عن شكره لجميع الدول التي استجابت للدعوة التي وجهها الرئيس محمود عباس لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لوقف العدوان، مشيدا بكلمات مندوبي الدول العربية والصديقة.

وفي مشاركة منظمة التعاون الإسلامي بأعمال الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت أعمالها أمس الأول، وبناء على طلب المجموعات الإسلامية والعربية وعدم الانحياز، أكدت الأمانة العامة أنه على الرغم من توقف الأعمال العدائية لإسرائيل ووقف إطلاق النار، إلا أن تحقيق السلام العادل والدائم والشامل لا بد أن يقوم على الحوار والقرارات الأممية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية القائمة على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على الأرض الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

ردود أفعال

وتوالت ردود الفعل الدولية المرحبة بقرار وقف إطلاق وثمّن الرئيس الأمريكي جو بايدن دور مصر والدول الأخرى التي ساعدت في التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال بايدن: أعبر عن امتناني الصادق للرئيس المصري وكبار المسؤولين المصريين الذين لعبوا دورا دبلوماسيا حاسما، وأثمن مساهمة أطراف أخرى بالمنطقة.

وأكد بايدن التزام بلاده بالتعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين بتقديم مساعدات إنسانية لأبناء غزة وإعادة إعمار القطاع، وذلك بالشراكة مع السلطة الفلسطينية وليس حماس، حتى لا يُسمح للأخيرة بتطوير ترسانتها العسكرية، بحسب وصفه.

وأعربت روسيا عن أملها في أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة «طويل الأمد»، داعيا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى إطلاق حوار عاجل.

طفلان فلسطينيان يراقبان الدمار الذي خلفته غارات الاحتلال على قطاع غزة (رويترز)


غوتيريش يشيد

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رحب بقرار وقف إطلاق النار، وأشاد بجهود مصر بشأن التهدئة بين الجانبين.

ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس وحثت الجانبين على تعزيزه.

وطالب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب كافة الأطراف بالعمل على صمود وقف إطلاق النار وإنهاء الدائرة غير المقبولة من العنف وفقدان حياة المدنيين.

فيما قال وزير خارجية ألمانيا: «إن وقف النار في غزة جيد، لكن لا بد من بحث أسباب الصراع وحلها»، فيما رحب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان بالتهدئة، بالقول: «إن التهدئة تبرز ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة وفرنسا عازمة على لعب دور في هذا الشأن».

ترحيب عربي

وعلى الصعيد العربي، رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بوقف إطلاق النار، مُشيدا بالمبادرة المصرية التي شكلت الأساس لاتفاق الجانبين على إنهاء الأعمال العدائية والدخول في هدنة، ومؤكدا أن جهود مصر وتضامنها مع أهل غزة أسهمت بشكل كبير في تخفيف الخسائر ووضع حدٍ للهجمات الإسرائيلية على القطاع.

ورحبت مملكة البحرين، من خلال بيان للخارجية، بالتوصل إلى وقف إطلاق النار بين دولة إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

تجدر الإشارة إلى أن العدوان على غزة والهجمات الصاروخية الإسرائيلية على القطاع، برا وجوا وبحرا، استمر لمدة 11 يوما متواصلا، أسفر بحسب وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الشهداء في القطاع إلى 243 بعد عمليات انتشال جثث لمفقودين، منهم 66 طفلا و39 سيدة و17 مسنا، إضافة إلى 1910 إصابات بجراح مختلفة، منها 90 صُنفت شديدة الخطورة، ومن بين الإصابات، 560 طفلا، و380 سيدة، و91 مُسنا.