ترجمة: إسلام فرج

حتى تتذكر واشنطن.. القضية لا يمكن تنحيتها دون حل عادل

تساءل موقع «ذي كونفيرسيشن» الأمريكي عن احتمالات وتداعيات حملة العنف التي تشنها إسرائيل ضد غزة.

وبحسب مقال لـ«توني والكر»، تعتمد المرحلة التالية جزئيًا على مستوى العنف الذي تستعد إسرائيل لممارسته ضد حماس، كما أنه مشروط بتسامح حماس مع الضربات الجوية الإسرائيلية ونيران المدفعية.

وأضاف: كما سيتوقف الأمر على المدى الذي تشعر فيه إسرائيل بأن مصالحها ستبقى مخدومة في ظل ازدراء دولي واسع النطاق لهجومها ضد قطاع غزة المكتظ بالسكان المدنيين في غزة. وأردف يقول: لن يكون الأمر خاليًا من التكلفة لإسرائيل، رغم تبجح قيادتها المتورطة في أزمة داخلية طويلة الأمد بسبب عدم قدرة الدولة على انتخاب حكومة أغلبية.

ومضى يقول: كما هو الحال دائمًا، فإن القضية ليست ما إذا كان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية على أراضيها، والسؤال هو ما إذا كان ردها غير متناسب وما إذا كان فشلها المزمن في الانخراط في عملية سلام حقيقية يغذي الاستياء الفلسطيني؟

البناء الاستفزازي

وتابع الكاتب والكر: الإجابة المختصرة هي «نعم»، مهما كانت الانتقادات المشروعة، وأشار إلى أن استمرار إسرائيل في البناء الاستفزازي للمستوطنات في الضفة الغربية، والإذلال اليومي الذي تلحقه بالسكان الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم في القدس الشرقية العربية، أدى إلى إحباط وغضب هائلين بين الناس الذين يعيشون تحت الاحتلال.

وأضاف: ساهمت محاولات السلطات الإسرائيلية لطرد العائلات الفلسطينية في القدس الشرقية من منازلها التي احتلتها لمدة 70 عامًا، مصحوبة بمظاهرات استفزازية للغاية قام بها مستوطنون يهود متطرفون يهتفون «الموت للعرب»، في تدهور حاد في العلاقات.

واستطرد: تبع ذلك رد عنيف من قِبل الشرطة الإسرائيلية على المظاهرات الفلسطينية في المسجد الأقصى ثالث أقدس مزار في الإسلام، وحوله، وهذا بدوره دفع حماس إلى شن هجمات صاروخية على إسرائيل نفسها من غزة.

ومضى يقول: بحسب مجموعة الأزمات الدولية، فإن ما يحدث الآن هو المناسبة الأولى منذ انتفاضة سبتمبر 2000، حيث استجاب الفلسطينيون، وعلى هذا النطاق الهائل في جميع أنحاء معظم الأراضي المشتركة بين إسرائيل وفلسطين للتأثير التراكمي للاحتلال العسكري والقمع ونزع الملكية والتمييز المنهجي.

استمرار الاحتلال

وأضاف الكاتب والكر: في حرب دعائية عالمية بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمسة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن مسألة من بدأ هذا الاضطراب الأخير مسألة مهمة.

وأردف: من بين الأمور المهمة الأسئلة التي تحيط بمحاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتشبث بالسلطة، بينما تشق محاكمة فساد طريقها عبر نظام المحاكم الإسرائيلي.

ولفت إلى أن الأضرار الجانبية التي تلحق بسمعة إسرائيل هي نتيجة حتمية لاستخدام القصف المكثف ضد أهداف حماس في واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.

وتابع: هناك مليونا فلسطيني في غزة، وهي قطاع ضيق من الأرض بين الأراضي الإسرائيلية والبحر الأبيض المتوسط، يعيش الكثيرون في مخيمات للاجئين احتلتها عائلاتهم منذ فرارهم من إسرائيل في 1948، فيما يسميه الفلسطينيون بالنكبة.

وأشار إلى أن مقتل عائلة فلسطينية ممتدة في عطلة نهاية الأسبوع والتي هُدم منزلها المكون من ثلاثة طوابق في غارة جوية إسرائيلية، هو تذكير مؤلم بالتداعيات الناجمة عن استخدام أسلحة الحرب في المناطق المدنية.

وأضاف: هذا هو واقع السكان المحتجزين كرهائن لنزاع لم يتم حله، وربما لا يمكن حله، يشمل الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال.

وأردف: حتى الآن، كانت ردود الفعل الدولية صامتة، لقد قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بإدانة العنف، لكن مع ذلك، بدا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مكالمة هاتفية مع نتنياهو، يؤيد اليد الثقيلة لإسرائيل.

ومضى يقول: لقد أثارت نبرة بايدن التصالحية انتقادات واسعة النطاق في ضوء الصور المروعة المنبعثة من غزة، وتشمل هذه لقطات حية لمبنى يضم وسائل إعلام أجنبية دمرته غارة جوية إسرائيلية.

تأخير أمريكي

ويواصل الكاتب والكر: بعد تأخير، أرسلت الولايات المتحدة مبعوثًا إلى المنطقة، وفي أستراليا، دعا سياسيون من كلا الجانبين إلى وقف التصعيد.

ونوه إلى أن رد الولايات المتحدة الضعيف حتى الآن يعكس أمل إدارة بايدن في عدم السماح للقضية الإسرائيلية الفلسطينية بالتدخل في جهود السياسة الخارجية الأوسع لواشنطن في الشرق الأوسط.

وأوضح أن ذلك كان بمثابة تذكير واشنطن بأن القضية الفلسطينية السامة لا يمكن ببساطة تنحيتها جانبًا، مهما كانت الولايات المتحدة ترغب في التخلص منها.

وتابع: يكشف هذا الصراع الأخير بين الفلسطينيين والإسرائيليين فشل مختلف الأطراف في دفع اتفاقية سلام على أساس حل الدولتين.

وأردف: يبدو هذا الاحتمال بعيدًا أكثر من أي وقت مضى، وقد يكون ميتًا نظرًا لنية إسرائيل المعلنة لضم الأراضي في الضفة الغربية، مثل هذا الإجراء سينهي أي إمكانية للتسوية على أساس تبادل الأراضي لاستيعاب المستوطنات الإسرائيلية في المناطق المتاخمة لإسرائيل نفسها.

وشدد الكاتب على أن هذه لحظات قاتمة بالنسبة لأولئك الذين كانوا يعتقدون في وقت ما أن إعلان أوسلو في 1993 وما تلاه من إقامة علاقات بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية، يجعل السلام ممكنًا في النهاية.