عبدالرحمن السليمان يكتب:

توجه معظم الفنانين التشكيليين في القصيم إلى بيئتهم المحلية مبكرا، ولم يزل عدد منهم يعمل في تلك السياقات التي ترسم مظاهر الحياة القديمة من جوانب اجتماعية أو رسم الأدوات المستخدمة أو المنازل والحارات، أو مشاهد الصحراء وما يمكن أن تحتويه من نباتات أو مراعٍ أو خيام وأغنام وجمال وغيرها، كما أظهرت أعمال بعض الفنانين المزارع والأشجار وطبيعة استأنس بها وأحبها معظم جماهير معارضهم الفنية وزوارها، وبرزت مجموعة من الأسماء التي ارتبطت بالمكان وبرسم مظاهر الحياة الشعبية في مدينتهم. من بين تلك الأسماء إبراهيم الزيكان وصالح النقيدان وعبدالله الحجي وآخرون، وقد تنافس عامة الفنانين على إرضاء الذائقة العامة والتوجه لتقريب وتمثيل الصورة، وسعى البعض للمزاوجة بين المحاكاة والخروج إلى التعبير بشكل يحفظ الهيئة العامة بينما يظهر اهتمام البعض الآخر في تجاوز المحاكاة ورسم الواقع أو استعادته إلى توجهات أخرى تعبيرا عن مواضيع إنسانية وأحيانا اجتماعية. نظم فنانو القصيم قبل عقود عروضا جماعية منتظمة في منطقتهم وقد وجدت أعمالهم قبولا وتشجيعا من الأهالي والزوار. أبدت أعمال الزيكان مع قلتها قدرات تمثيلية وبراعة في محاكاة المشهد خاصة عندما يرسم المزارع ووجدت أعماله قبولا كبيرا خارج منطقته. نزع النقيدان في رسمه للبراري والطبيعة والأماكن الشعبية إلى عدم تمثيل الشخصيات الآدمية على الخصوص أو مخففا من ملامحها. ينوع وبجرأة خالد الصوينع عندما يتوجه إلى التعبير عن مواضيع تتأثر بالأحلام وصياغات السيرياليين. اهتم عبدالله الحجي بالمكان (المنزل والحارة والصحراء) فرسم مهتما بالعنصر وتفاصيله. من بين فناني القصيم الذين اهتموا بالمكان والطبيعة أحمد الجدعان وعبدالمحسن الطوالة وعبدالرزاق العراجة، وآخرون. وقد نظم وشارك عدد منهم في ملتقيات للرسم من الطبيعة في بعض المواسم خاصة فصلي الشتاء والربيع.

aalsoliman@hotmail.com