صفاء قرة محمد - بيروت

أكد البطريرك بشارة بطرس الراعي أنه «يتوجب على المسؤولين تحريك مفاوضات تأليف الحكومة، فالجمود السائد مرفوض، وبات يشكل جريمة بحق الوطن والشعب، ولا نقبل بتاتا أن تمعن الجماعة السياسية في قهر الناس وذبح الوطن».

ودعا الراعي أمس من بكركي «السلطات اللبنانية إلى ضبط الحدود ومنع استخدام الأراضي اللبنانية منصة لإطلاق الصواريخ وتعريض لبنان لحروب جديدة، فقد دفع لبنان ما يكفي من هذه الصراعات، والشعب اللبناني ليس مستعدا أن يُدمر بلده مرة أخرى أكثر مما هي مدمرة».

وحول الوضع المعيشي والاقتصادي قال الراعي «بكل أسف نشهد المزيد من الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي والاجتماعي، والغلاء الفاحش في السلع والأدوية حتى فقدان هذه الأخيرة، والتهريب والجشع والاحتكار، ولا سلطة إجرائية، ولا قضاء ولا مؤسسات رقابة».

وأكد الراعي رفضه لإمعان الجماعة السياسية في قهرِ الناسِ وذبح الوطن، وأن تتفرج على العملة الوطنية تفقد أكثر من 85 % من قيمتِها، وعلى اللبنانيين يتسولون في الشوارع، ويتواصل الغلاء الجنونيّ.

ورفض أن تذهب أموال دعم السلع إلى المهربين والميسورين والتجار، وأن يشتبك المواطنون في المتاجر على شراء السلع وأن تفقد الأدوية والمواد الغذائية والوقود.

مضيفا تأكيده على عدم قبول المس باحتياطي المصرف المركزي وودائع اللبنانيين.

وقال الراعي «لا نقبل بتاتا أن تبقى المعابر البرية الحدودية مركزا دوليّا للتهريب، والمطار والمرفأ ممرين للهدرِ الموصوف».

وحول الفساد المستشري قال الراعي «لا نقبل بتاتا أن يستمر الفساد في أسواق الطاقة والكهرباء ويدخل لبنان عصر العتمة. مشددا على عدم القبول بأن تضرب مؤسسات الكيان والنظام، ويستمر إسقاط النظام السياسي والاقتصادي». مؤكدا رفضه «لأن يعزل لبنان للإطباق عليه بعيدا عن أنظارِ العالم».

وقال الراعي «من هذا المنطلق، يتوجب على المسؤولين تحريك مفاوضات تأليف الحكومة. فالجمود السائد مرفوض، وبات يشكل جريمة بحق الوطنِ والشعب. إن بعض المسؤولين يحجمون عن تأليف الحكومة وكأنّهم ينتظرون تطورات إقليمية ودولية، فيما الحلُّ في اللقاء وفي الإرادةِ الوطنيّةِ».

ووصف الراعي ما يحصل في فلسطين بأنه تحول نوعي خطير في مجرى الصراع على الأرض والهوية. وما يَتعرض له الفلسطينيون يدمي القلوب، لا سيما أن بين الضحايا أطفالا ونساء وشيوخا.

وشدد على أنه حان الوقت لوقف مسلسل العنف والهدم والقتل، وإقرارِ حل نهائي للقضية الفلسطينية بعد ثلاث وسبعين سنة من الحروب والدمار والمظالم الإسرائيليّة. ودعا إسرائيل إلى الاعتراف الجِديِ والصريح بوجود حقوق للشعب الفلسطينيّ، وبأنه يستحيل عليها أن تعيش بسلام دون القبول بدولة فلسطينية قابلة للحياة. مشددا على أنه لا سلامَ من دون عدالة، ولا عدالة من دون حق.

ودعا الراعي السلطاتِ في لبنان إلى ضبطِ الحدود مع إسرائيل ومنع استخدامِ الأراضي اللبنانية منصة لإطلاقِ الصواريخ.

وحذر من تورط جهات إن كان بشكل مباشر أو عبر أطراف رديفة في ما يجري، ويعرضون لبنان لحروب جديدة.

وقال الراعي «دفع اللبنانيون جميعا ما يكفي في هذه الصراعات غير المضبوطة. ليس الشعب اللبناني مستعدا لأن يدمر بلادَه مرة أخرى أكثر مما هي مدمرة. يوجد طرق سلمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني من دون أن نتورطَ عسكريا. فمن واجب لبنان أن يوالف بين الحياد الذي يحفظ سلامته ورسالته، ويلتزم في تأييد حقوقِ الشعب الفلسطيني».