عبدالرحمن السليمان يكتب:

منحت الطبيعة في (أبها) أبناءها مجالا للإبداع، الأرض ومعطياتها والحياة في تميزها. منطقة غنية بالطبيعة وبالمظاهر التي ارتبطت بالأرض وزرعها وتضاريسها كما هي مشغولات الناس وجمالياتهم في الملبس والأدوات وغيرها. الانعكاس ظاهر في أعمال فناني أبها وهم كثر وأشير إلى عبدالله الشلتي وعبدالله حماس وسعود القحطاني ومفرح عسيري الأربعة من الجيل الثاني في الحركة التشكيلية السعودية، كان لهم حضورهم ومشاركاتهم المبكرة في المعارض المحلية والخارجية ومع توجههم إلى تأثيرات الحداثة الفنية العالمية إلا أنهم حافظوا على سمات المكان وجمالياته. في أعمال الشلتي البيئة المحلية ويتمثل فيها الناس والدواب والأرض التي يشترك وبقية زملائه في استلهام معطياتها وبالمثل لدى حماس الذي مزج بين كل المعطيات المحلية في تناغم وتجانس بحيث نجد لوحة تركيبية فيها الزرع والناس والمنازل والموروث الشعبي، وفي لوحة مفرح مع توجهه إلى التجريد وبناء علاقات مساحية تستفيد من الهندسي في تشكيل فكرته إلا أن من بين أعماله السابقة ما رسم فيه الرقصات الشعبية والبيئة الجبلية وبتلوينات تظهر فيها بجلاء طبيعة مكانه، وبالمثل سعود القحطاني الذي نوع في مواضيعه فرسم المسطحات الخضراء والأشجار والطبيعة مع تنوع اهتماماته وبنفس يتكئ على اللون. الشلتي انتقل إلى تناول موضوع الطواف حول الكعبة وقد منحه مساحة أوسع للتعبير عن فكرته وتحقيقها بمعالجاته الأشبه بزخات المطر التي استلهمها من مناخ مدينته، الأربعة يلحق بهم آخرون لا يقلون موهبة أو اقتدارا مثل فايع الألمعي الذي أحب حياة الناس وهيئاتهم والتقاليد والبيئة وعبدالله شاهر الذي نوع هو الآخر بين الطبيعة ومظاهر المجتمع، فكانت اللوحة العسيرية ظاهرة في أصالتها وأمينة في ترجمة إحساس الفنان ببيئته ومكانه وارتباطه بأرضه ومجتمعه وكل الجماليات التي نقلت إلينا تميز وبهاء المكان وأصالة الفنانين.

aalsoliman@hotmail.com