عبدالله إبراهيم العزمان

لقد كان أبناء جيلي محظوظين بنهل العلم والأدب من جيل من المربين والقيادات التربوية الفاضلة التي كانت لها بصمة في حياة أجيال كثيرة من أبناء مدينة الخبر.

فأبناء جيلنا من طلاب مدرسة عقبة بن نافع الابتدائية، لا ينسون المربي الفاضل الأستاذ علي النجيدي حفظه الله، لقد التقيته قبل عدد من السنوات، لم تغيره السنون، وكأني لا أزال أقف أمام ذلك المربي الذي حبانا الله به في تلك المرحلة، والعجيب أنه على الرغم من طول العهد بتلك الفترة إلا أنه حفظه الله لا يزال يتذكرني ويتذكر كذلك عددا من زملائي من طلاب الصف الثالث الابتدائي، ومن أولئك الأفاضل ممن كنا نجل ونقدر، أستاذنا القدير يوسف الجناعي رحمه الله، الذي كان بحق نعم المعلم والمربي، فقلد كنا نتشوق لحصصه الدراسية، لما كان يمتلكه من معلومات ثرية وقصص مشوقة وينقضي معه وقت الحصة بشكل سريع، وإن نسيت فكيف لي أن أنسى مدير تلك المرحلة، الأستاذ والمربي الفاضل إبراهيم العليوي، الأب الحاني على أبنائه الطلاب، والقائد المميز الذي يصعب أن تجد له مثيلا.

وفي المرحلة المتوسطة، في نموذجية الخبر يبرز لنا القائد الجهبذ والمربي الألمعي الأستاذ القدير عبداللطيف السبيعي حفظه الله ورعاه، والذي لا يمكن أن ننسى له مواقفه الطيبة مع طلابه، وحرصه على تفعيل الأنشطة المدرسية، ومن ذلك جائزة الفصل المثالي التي كانت الفصول تتنافس مع بعضها البعض للفوز بها، وقد كان لفصلنا أن فاز بتلك المسابقة، وكانت الجائزة عبارة عن رحلة مميزة لمعهد التدريب بالدمام والقاعدة البحرية بالجبيل، والتي لا تزال عالقة في الأذهان، وعلى مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية، في مدرسة الخبر الثانوية ومدرسة ابن سينا الثانوية، نهلنا العلم على يد العديد من الأساتذة والمربين الأفاضل وعلى رأسهم شيخ المعلمين الأستاذ إبراهيم العوشن رحمه الله، الذي منذ عرفناه ونحن طلاب إلى أن حظيت بزمالته وأنا معلم وهو أول المعلمين حضورا إلى المدرسة، ولا يكاد يسبقه أحد للتوقيع في سجل الحضور، فلقد كان خير قدوة لجيلنا من المعلمين الشباب في ذلك الوقت.

ومما حباني الله به من أبناء جيلي أني كسبت تجربة ثرية أضافت لي الكثير، فقد كنت طالبا لدى كل من القادة والمربين الأفاضل الأستاذ عبداللطيف السبيعي حفظه الله والأستاذ أحمد قاضي والأستاذ خالد أبو بشيت رحمهما الله، وكما وفقني المولى لأن أنهل من معين عطائهم طالبا فقد نهلت من معين حكمتهم وحنكتهم وقيادتهم عندما كنت معلما، ثم مشرفا تربويا، وحتى قبل أن أغادر الوظائف التعليمية رئيسا لقسم اللغة الإنجليزية.

إن كلمات الثناء في حق من ذكرت ومن قصرت ذاكرتي المتواضعة عن ذكره في هذا المقال القصير، ستبقى متواضعة في حقهم، فجهودهم وعطاؤهم أكبر من أن يحويه مقال أو تسطره عبارات، فقد قيل من علمني حرفا صرت له عبدا، وصدق شوقي عندما قال:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أشرف أو أجل من الذي

يبني وينشئ أنفسا وعقولا

azmani21@