خالد إبراهيم أبوغانم يكتب:

لك أن تتخيّل أن البرامج الحوارية تُبث على الهواء مباشرة والسجال بين ضيوف البرامج عن النصر والهلال والأهلي والاتحاد على أشده وحِدّة النقاش في أوجّها.. وفجأة يقطع المحاور (مقدم) الحوار ليبث خبر وفاة أحد الزملاء بسكتة قلبية، الخبر نزل على الجميع كالصاعقة، خبر تلاشت معه كل الألوان، اختفى الخلاف والنقاش وأغرورقت العيون بالدموع من هول الخبر بين مصدّق ومكذّب.. هل صحيح توفي عادل التويجري؟!

خبر لم يكن بالحسبان، خبر طار بين وسائل التواصل كالنار في الهشيم، فعادل البارحة بارك لنا، ودعا لنا بقبول الصيام والقيام وودّعنا على أمل اللقاء عبر الشاشة بعد العيد، وكان يُعدّ العدة للذهاب لمكة لأخذ العمرة في هذه الأيام الفضيلة (لا حرمه الله أجرها)، بالأمس كنا نناقش ما قال ونختلف أو نتفق معه فيه، واليوم نذرف الدموع على خبر وفاته!! لا حول ولا قوة إلا بالله..

فجأة وبدون تنسيق ولا اتفاق اتحدت الصفوف وارتصّت تبتهل للمولى العزيز الجواد الكريم أن يغفر له ويرحمه ويتجاوز عنه، تسابق الزملاء بالعمل على المبادرات الخيرية باسمه وخلفهم العديد من الجماهير بمختلف ميولها نسيت خلافاتها واختلافاتها، نسيت كل شيء وتذكرت فقط أن عادل أخ وصديق وزميل وقريب ومواطن مسلم، فُجع الجميع برحيله، وواجبنا أن نقدّم له ما نستطيع.. تجسيدًا لقول رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا.. وشبّك بين أصابعه»..

موقف سطّر جميع أنواع الوفاء والتراحم والتكاتف بين أفراد الوسط الرياضي، الوسط الذي كان البعض ينعته بأنه الأسوأ بين الأوساط الصحفية، لكن بالأمس ثبت أنهم يحكمون على المظهر لا على الجوهر، بالأمس الوسط الرياضي أظهر معدن أفراده ومنتسبيه الأصيل، بالأمس ظهر معدن السعوديين، ظهر جودهم وكرمهم ووفاؤهم، ظهرت قوة إيمانهم بربهم وبقضائه وقدره، تسابقوا في المساهمة لبناء عدد من المساجد باسم عادل والعديد من الصدقات التي وهبت باسمه، هذه المبادرات كان النصراوي يسبق الهلالي والهلالي يسابق الاتحادي والأهلاوي يسابق الجميع، لم تعُد تشاهد إعلام أندية أو جماهير أندية، كل هذه التصنيفات اختفت وتلاشت، كما أنتم عظماء أيها الزملاء في الوسط الرياضي والصحفي والإعلامي مواقفكم نفخر ونفاخر بها، قد نختلف في الميول لكننا نتفق جميعا ونتحد في الشدائد لنكون قولا وفعلا متكاتفين متراصين كجبال طويق..

ولعلي أختم بالمباركة لأنفسنا بمرور أربعة أعوام على بيعة ولي العهد وعرّاب الرؤية، ومن لا يفتأ يراهن على عظمة هذا البلد وعلى عظمة شعبه، محمد بن سلمان (حبيب الكل).. على الخير نلتقي..

@alghanim70