فيصل الخريجي

تمكن الخليجيون من الحفاظ على الجزيرة العربية حرة أبية، متطورة متقدمة مزدهرة، يعيش أهلها في رفاهية وكرامة، ويتعاملون مع الأمم الأخرى باحترافية واحترام في إطار التبادل الثقافي والتجاري والتعاون المشترك القائم على احترام قيم السيادة وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وابتعدوا بذلك عن شبح الحروب والصراعات المذهبية حتى هجم صدام حسين بقواته محتلا الكويت عام 1990م، فتكاتف أهل الخليج بكل شجاعة وحزم، واستعانوا بالحلفاء والأصدقاء لطرد القوات الغريبة عن ثرى الخليج، وعندما انتهى الاحتلال عاد أهل الخليج فورا إلى طبعهم المعهود في البناء والحضارة والمدنية والارتقاء بالإنسان وتوفير سبل العيش الكريم له.

ثم تسلل الإيراني إلى اليمن مستهدفا الحكومة اليمنية الشرعية عبر زرع ميليشيا طائفية لا تتجاوز نسبتها (2.5%) من الشعب اليمني لتحكم اليمن بالحديد والنار، وتطلق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة المسيرة على مطارات المملكة ومصافي النفط السعودية والمدن المأهولة بملايين السكان المدنيين، وتزرع ملايين الألغام الأرضية والبحرية مهددة الإنسان والحيوان ومعابر الاقتصاد العالمي. ولذلك قامت السعودية وحلفاؤها الخليجيون والسودانيون بالتصدي لذلك الجسم الغريب الذي دنس ثرى الجزيرة العربية، وهو أمر يعد ردة فعل دفاعية طبيعية، فضلا عن أنها سمة أصيلة يتحلى بها أهل الجزيرة العربية عامة والسعوديون خاصة، فهم يأنفون من وجود قوات غريبة أو محتلة أو محاور قوى أجنبية على أراضيهم أو بالقرب منها، ونعتقد أن قوة الجيش السعودي المصنف السادس عالميا بالإضافة إلى جيوش دول الخليج عالية الاحترافية، والقيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون، ومع دعم الولايات المتحدة الأمريكية اللوجستي كاف لحماية الخليج، ونعتقد كذلك أن أي استجلاب لقوى غريبة عن المنطقة (إيرانية أو تركية أو إسرائيلية) يعد تهديدا لأمن الخليج، واستفزازا لكرامة وسيادة دول المنطقة، وينذر بالتحام محتمل مع الجيش السعودي الذي ترفض تقاليده العسكرية وجود محاور غريبة على أراضي الجزيرة العربية.

ولهذا فإن تعزيز القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون يعد كافيا لحفظ أمن الخليج.... لا تجلبوا الغرباء إلى خليجنا الطاهر، فلا محاور في جزيرة العرب إلا لأهلها.

@falkhereiji