عبدالرحمن الخثعمي ـ الدمام

محدودية الاحتياطي الفيزيولوجي تصعب التعامل مع الأطفال

أكد استشاري التجميل بمجمع الدمام الطبي التابع لشبكة الدمام الصحية د. صالح الغامدي أن أصعب حالات الحروق تكون في الأطفال، لما لها من وقْع شديد على المريض وأسرته، وكذلك صعوبة التعامل مع الأطفال بسبب صغر المساحات المتاحة لأخذ الرقع الجلدية، وطبيعة جلدهم، وكذلك محدودية الاحتياطي الفيزيولوجي لديهم، ومن أشد هذه الحروق، الحروق الكيماوية في الوجه واليدين؛ لصعوبة تقبّل المريض للنتائج.

الوحيدة بالمنطقة

وأشار إلى أن قسم جراحة التجميل هو أحد الأقسام الرئيسية في المجمع، ويضم أقسام التنويم، ووحدة الحروق، حيث يتم تنويم مرضى الجراحات التجميلية والتصنيعية في أقسام التنويم، ومرضى الحروق يتم علاجهم في وحدة الحروق وهي الوحدة الوحيدة المتواجدة حاليًا في المنطقة، وتستقبل الحالات من كافة المناطق التابعة للمنطقة الشرقية، وبعض الحالات الصعبة من خارج المنطقة.

فحص سريري

وأضاف: يتم استقبال الحالات حسب أولويتها، إما في قسم الطوارئ للحالات الإسعافية كإصابة اليد والوجه، والإصابات المرافقة لإصابات أخرى تخص تخصصات أخرى، وكذلك حالات الحروق بمختلف مساحاتها ودرجاتها، أما الحالات الروتينية فيتم استقبالها في عيادة جراحة التجميل التي تغطي عمل 3 أيام في الأسبوع، ويتم تشخيص الحالات بالفحص السريري، ثم طلب كافة الفحوصات المخبرية والشعاعية حسب حاجة المريض ورؤية الطبيب المعالج، وتتوافر في المجمع كافة الوسائل التشخيصية.

أطباء الطوارئ

وأشار إلى استقبال الإصابات الناجمة عن الحروق في قسم الطوارئ، وبعد ذلك يتم استدعاء أطباء التجميل المناوبين، وتقييم المريض مبدئيًا، وتحديد الإجراءات ذات الأولوية التي يجب عملها؛ للحفاظ على وظائف أعضائه الحيوية، ثم يتم إجراء تقييم شامل وتحديد نسبة الحروق من مساحة سطح الجسم، وكذلك درجتها، وتحديد العامل المسبب للحرق؛ لتوقع المضاعفات، ومحاولة الحد من حدوثها، كما في الحروق الناتجة عن صعق كهربائي أو الحروق بالمواد الكيماوية، ثم يتم وضع الخطة العلاجية للمصاب ويتم إجراء تغطية للمناطق المحروقة بالغيارات المناسبة، ويتم نقله لوحدة الحروق لمتابعة علاجه، وفي حال وجود حروق تنفسية واستنشاق دخان سبب صعوبات في التنفس يتم استدعاء أطباء العناية المركزة لإجراء اللازم ووضعه على جهاز تنفس صناعي ومتابعته، وتزداد صعوبات الحرق بزيادة مساحة الجسم المصابة ودرجة الحرق، ووجود إصابات مرافقة أو وجود أمراض مزمنة قد يؤثر الحرق على علاجها.

حالات نادرة

ومن الحالات النادرة التي مرت عليه، قال: «وصلتنا إصابة ناتجة عن حادث مروري، أدت إلى فقدان جزء من جلد وأنسجة الجبين من اليسار وانكشاف عظام الجمجمة، وتم إجراء خياطات بسيطة في الطوارئ، ثم تم تجهيز وحدة العمليات، وإجراء عملية تحريك الأنسجة لشرائح من الجبين، من اليمين ثم تحريك أنسجة للشرائح من ناحية الصدغ الأيسر، وتمت تغطية الأجزاء المكشوفة كليًا».

إعادة عين

وأشار إلى أنه نجح في إعادة عين مصاب، حيث مرّت به حالة مريض سُكبت عليه مواد كيماوية على الوجه من الجهة اليسرى، والرقبة وجزء من اليد، والفخذ اليمنى، وبعد معاينة الحالة في قسم الطوارئ وطلب استشارة من طبيب العيون بسبب إصابة بالعين اليسرى، تم إدخال المريض إلى وحدة الحروق، ومباشرة علاجه حتى استقرت الحالة، وحسب توصية طبيب العيون تمت إحالته إلى مستشفى العيون التخصصي بالظهران، حيث تم إجراء ترقيع للقرنية المصابة، وإعادته إلى قسم الحروق بمجمع الدمام الطبي، ومن ثم إزالة الجلد المحروق تحت التخدير في العمليات وتنظيف كامل المناطق المتعرضة للحرق كمرحلة أولى، مبينًا أن المريض فقد الأذن اليسرى بسبب المواد الكيماوية.

طعم جلدي

وأكد أنه تم تحرير أنسجة الجفن السفلي الأيسر وتحرير حركته وخياطته للجفن العلوي وتغطيته بطعم مركب مأخوذ من صيوان الأذن اليمنى، كما تم ترقيع الوجه والرقبة بطعم جلدي متوسط السماكة مأخوذ من الفخذ اليمنى للمريض، وبعد أسبوع تم الكشف عن الطعوم حيث كانت متماسكة وملتحمة، وتم تحرير الجفن العلوي، وتحريك النسج وجعله حرًا كليًا، وبعد ذلك تمت خياطة الجفن العلوي بطعم جلدي مأخوذ من خلف الأذن اليمنى، حيث تم تقبل الطعم كليًا.

استئصال تثدّي

وأشار د. الغامدي إلى أن صعوبة الحالات لا تكمن في صعوبة الإجراء فقط، بل في صعوبة حروق الحالة، والعوامل المرضية المرافقة، مشيرًا إلى أنه أجرى عملية استئصال تثدي بالطرفين لمصاب سبق أن أُجريت له عملية زرع قلب، حيث تم رفض إجراء العملية في عدد من المستشفيات، ومنها المستشفى الذي تمت فيه زراعة القلب، وذلك بسبب المخاطر المحيطة بالعمل الجراحي ومخاطر التخدير العام، حيث قام د. الغامدي بإجراء العملية والتي تكللت بالنجاح وخروج المريض من المستشفى معافى.