محمد عبدالعزيز الصفيان يكتب:

أيام قليلة ونستقبل عيد الفطر المبارك، وهو ثاني عيد يحل علينا وسط جائحة «كورونا»، ولكن المشهد هذه المرة يختلف كليا عن سابقه، التي فرضت حينه الجهات المختصة إجراءات احترازية «صارمة» حفاظا على سلامة الجميع.

في هذا العيد، سيكون الوضع مغايرا كما ذكرت بسبب أننا نعيش حاليا حياة أشبه بالطبيعية وسط حملة التطعيم الكبيرة في المملكة، التي تجاوزت بحسب آخر إحصائيات من وزارة الصحة أكثر من 10 ملايين شخص تلقوا جرعات اللقاح، وهو أمر يبشر بكل خير، إضافة إلى إعلان وزارة الداخلية الأسبوع الماضي رفع القيود عن السفر إلى الخارج، التي تبدأ اعتبارا من الخامس من شوال. ولكن علينا جميعا أن نتذكر الشعار، الذي أطلقته وزارة الصحة الفترة الماضية وهو «نعود بحذر». نعم من حق الجميع أن يفرح ويبتهج بالعيد مع مراعاة التباعد الاجتماعي والالتزام بالبروتوكولات الصحية، فلابد للجميع أن يغير عادات التهنئة بالعيد، فزيارات التهنئة بقدوم العيد، والمعايدات التي كانت تصاحبها لم تعد مقبولة، في ظل التحذيرات الصحية من خطورتها وتأثيرها على انتشار فيروس «كورونا»، إضافة إلى الولائم التي كانت تفرد لها الموائد، ويجتمع حولها الأهل والأقرباء، ما عاد لها من موقع في العيد الحالي، فالتباعد الجسدي، وتجنب الاختلاط، هما الواجبان للتصدي لتفشي الإصابة بالفيروس.

للعيد فرحة، وابتسامة، فلنحققها بالتباعد الاجتماعي، ونترجم التعبير عن مشاعر الاحتفال بالعيد إلى عمل، فذلك خير لنا جميعاً، وأسلم للتكاتف، والعمل يداً بيد مع توجيهات الحكومة الرشيدة، لنصل إلى بر الأمان، لنعبر هذه الأزمة الصحية العالمية، التي سوف تنجلي بجهودنا نحو تحقيق السلامة في مجتمعنا، ولنعلم أن المسؤولية علينا جميعاً، فليكن الجميع ملتزما بالإجراءات الاحترازية، ولنكن قدوة حسنة في بيوتنا وتصرفاتنا مع أهلنا وأقاربنا وأصدقائنا، لنبتعد عن العاطفة ونأخذ بالعزم لحماية أنفسنا ومجتمعنا، فهذا هو العيد الحقيقي، أن نكون سالمين من انتشار هذا المرض، الذي علينا أن نتعامل معه بالحذر، وباتباع توجيهات الجهات المختصة لسلامة مجتمعنا، الذي هو جزء من هذا العالم، الذي يعاني هذه الأزمة، وبالتكاتف سنصل إلى السلامة بأخذ الحيطة والحذر في هذه المناسبة السعيدة لأيام عيد الفطر المبارك، أعاده الله عليكم، وعلينا، وعلى المسلمين، بكل خير، وصحة، وسعادة.

@alsyfean