حسام أبو العلا - القاهرة

هاجم مسلحون تابعون لميليشيات تسمى «بركان الغضب» ليل الجمعة، مقر المجلس الرئاسي بالعاصمة طرابلس؛ للمطالبة بإقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، وإبقاء عماد الطرابلسي في منصب رئيس جهاز المخابرات والتراجع عن تعيين حسين العايب بديلا عنه، بينما نفى محمد المبروك مدير مكتب رئيس المجلس الرئاسي الواقعة، وكذب وسائل الإعلام المحلية، على الرغم من توثيق الحادث، وتصريحات قادة الميليشيات بالصور ومقاطع الفيديو.

وكشف مصدر أمني ليبي في تصريحات لـ«اليوم» عن إطلاق سراح المبروك أمس السبت، بعد اختطافه على يد المسلحين، الذين اقتحموا مقر المجلس في فندق «كورنثيا» في طرابلس؛ للمطالبة بإقالة وزيرة الخارجية في الحكومة نجلاء المنقوش؛ احتجاجا على تصريحاتها، التي طالبت فيها بضرورة إجلاء المرتزقة والقوات التركية من الأراضي الليبية، كما تطالب الميليشيات بالإبقاء على عماد الطرابلسي، الذي عينه فايز السراج رئيس حكومة الوفاق سابقا رئيسا لجهاز المخابرات.

وأوضح المصدر أن وزيرة الخارجية لم تكن في الفندق عند اقتحامه، مؤكدا أن رئيس المجلس محمد المنفي ونائبيه علي اللافي وموسى الكوني وبقية العاملين في مقر المجلس بخير، وأن المنفي غادر الفندق من أحد أبوابه الخلفية.

وجاء الهجوم المسلح على مقر المجلس الرئاسي الليبي بعد ساعات من اجتماع لقادة ميليشيات «بركان الغضب» مع رئيس جهاز المخابرات المقال الطرابلسي.

وطوقت عناصر مسلحة والعشرات من العربات العسكرية المجهزّة وسيارات رباعية الدفع، فندق «كورنثيا» بالعاصمة طرابلس، وظهر محمد الحصان آمر ما تسمى«الكتيبة 166» في مقطع فيديو يدعو إلى حشد قوّة مسلحة وتجهيزها لمحاصرة مقر المجلس الرئاسي ووزارة الداخلية حتّى تنفيذ المطالب.

وعلى الرغم مما كشفته وسائل الإعلام الليبية من تفاصيل بشأن الحادث موثقة بصور ومقاطع فيديو، نفى مدير مكتب رئيس المجلس الرئاسي محمد المبروك في تسجيل مصور الواقعة وقال: «هذا الكلام لا أساس له من الصحة».

وأضاف إن بعض الجماعات دخلت الفندق أثناء وجوده به وكان لديها اعتراض على برنامج أو قرار معين ولم تكن تحمل أي سلاح وكانت تريد لقاء رئيس المجلس، لكنه لم يكن موجودا بالفندق.

وتابع: أنفي ما خرجت به بعض وسائل الإعلام، ولم يكن هناك خطف وإطلاق نار أو الاعتداء على شخصي أو على الفندق.

وكانت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش قد أطلقت دعوات متكررة لتفعيل نتائج مؤتمر برلين لمراجعة طرق تطبيق وقف إطلاق النار وخروج القوات الأجنبية غير الشرعية من بلادها، وهو ما أثار غضب بعض الأطراف الليبية، خصوصا الموالية لتركيا وجماعة الإخوان الإرهابية. واعتبرت أيضا ميليشيا تسمى «تجمع قادة ثوار ليبيا» تصريحات الوزيرة «موقفاً طائشاً»، وأطلق مفتي ليبيا المعزول، الصادق الغرياني الخميس دعوة إلى مسلحي «بركان الغضب» للخروج ضدّ المنقوش، ووصفها بأنها «تخدم مشروع العدو».

ويرى السياسي الليبي حسن المسلاتي أن المجتمع الدولي والبعثة الأممية للدعم في ليبيا يتحملون مسؤولية ما حدث في طرابلس الجمعة من حصار الميليشيات الإرهابية لمقر اجتماع المجلس الرئاسي في طرابلس.