حسام أبو العلا - القاهرة

قالت جماعة الإخوان المسلمين الليبية، إنها غيرت اسمها إلى جمعية «الإحياء والتجديد». وهي خطوة وصفها مراقبون ليبيون بأنها محاولة لتتنصل من الجرائم التي ارتكبتها هذه الجماعة بحق الليبيين وحق البلاد التي أدخلت لها المرتزقة من كل حدب وصوب.

وزعمت الجماعة المدرجة على لوائح الإرهاب في ليبيا بقرار من البرلمان في منتصف مايو 2019 في بيان، مساء الأحد، أن جمعية الإحياء والتجديد ستؤدي رسالتها في المجتمع الليبي من خلال عملها الدؤوب في شتى مجالات العمل العام.

ويرى الخبير في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي منير أديب، أن تخلي فرع الإخوان في ليبيا عن اسمه هو تكتيك تحاول من خلاله الجماعة الإرهابية خوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية نهاية العام الجاري بدون سجلها الأسود الملطخ بالجرائم.

وأوضح أديب أن قيادات جماعة الإخوان في ليبيا عقدت خلال الأيام الماضية سلسلة من الندوات وورش العمل حضرها عناصر الجماعة تحضيرا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة التي تسعى من خلالها للفوز بنصيب كبير من المقاعد للسيطرة على مفاصل الدولة الليبية.

فيما وصف المحلل السياسي الليبي راضون الفتيوري، جماعة الإخوان بأنها مثل الأفعى تغير جلدها لخدمة مصالحها، أو حسب ما تقتضيه الحالة، لافتا إلى أن هذه المرحلة استدعت أن يكون اسمهم «الإحياء والتجديد».

ويرى الباحث في الشؤون الليبية محمد الشريف أن الجماعة تطمح بأن يكون اختيار رئيس البلاد الجديد من مجلس النواب لذا خططت للفوز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان، لكن إذا جاء الانتخاب مباشرة من الشعب فإن ترشح شخصيات وطنية يقضي على مؤامراتها بأن يكون الرئيس تابعا لها.

وشدد الشريف على أن مخطط الإخوان الجديد سواء بتغير اسم الجماعة أو محاولة التغلغل داخل مؤسسات الدولة لن ينطلي على الشعب الليبي الذي يدرك جيدا خطورة هذه الجماعة الإرهابية التي تتلقى تعليمات من تركيا.

يأتي هذا فيما بدأ وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أمس الإثنين، مشاورات في العاصمة طرابلس مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ووزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.

وأفادت مصادر إعلامية بأن الزيارة ستبحث عددا من الملفات الثنائية بين الجانبين، خصوصا ملف الوجود العسكري التركي في مدن المنطقة الغربية، إضافة إلى المرتزقة والمقاتلين الأجانب في البلاد.

وكان الدبيبة زار أنقرة الشهر الماضي، والتقى الرئيس التركي أردوغان وسط انتقادات من السياسيين والبرلمانيين الليبيين عن خطورة التدخل التركي في الشؤون الليبية، ومطالب بإنهاء الاتفاقات التي وقعتها الحكومة الليبية السابقة برئاسة فايز السراج خصوصا معاهدة ترسيم الحدود البحرية 2019.

كما تأتي زيارة وزير الخارجية التركي إلى طرابلس قبل يومين من اجتماعات تركية مصرية في القاهرة، لبحث تقريب وجهات النظر بين البلدين، مشيرة إلى وجود تنسيق مشترك بين القاهرة وطرابلس لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا.

ويرى الدبلوماسي الليبي د. رمضان البحباح أن حكومة الدبيبة مصرة على إقحام تركيا في الشؤون الليبية، مشددا على أن كثرة الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين تثير الشبهات وترسخ الأقدام التركية في الأراضي الليبية في وقت ينشد فيه الليبيون خروج الأتراك من المناطق المحتلة والتي أقامت فيها أنقرة قواعد عسكرية.