مطلق العنزي

كانت المقابلة التي أجراها الزميل الفذ عبدالله المديفر، مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي، أكبر من مجرد مقابلة تلفزيونية، كانت بيانا مبدعا للإنجاز والتخطيط الحكومي، واطمئنانا إلى أن بلادنا في أيدي قيادة طموحة راشدة، في وقت تمخر السفينة فيه عباب بحور وعواصف، لتصل، بإذن الله، بأمان إلى مرافئ السلام.

وأهم ما في المقابلة أن ولي العهد قدم إفصاحات، وبيانات بالأعداد وتحدث بلغة الأرقام، لغة الإدارة العصرية المبدعة، بعيدا عن لغة التسكينات والعبارات والوعود الخطابية المطاطة. وهذا بالضبط ما تريده الشعوب من قيادتها. خاصة فيما يتعلق ببلد مثل المملكة بمساحة قارة، وتشكل التنمية والإدارة الفعالة هم المواطنين اليومي وأملهم للمستقبل.

وأهم ما قاله ولي العهد، إلى جانب الخطط الرقمية، هو معيار «نطاقات» لقياس كفاءة الوزراء ومسئولي الصفين الثاني والثالث. وهذا يعني أن مسئولية كل وزير ووكيل وزارة ومدير عام، لم تعد شرفية و«ترزز» في المكاتب، بل هي «مهمة»، واختبار لكفاءة المسئولية والأفكار الإدارية المبدعة. وعلى المسؤول أن يشحذ كل الهمة ودعك الجباه ليبقى في النطاق الأخضر، الذي يمثل الأداء الإبداعي، وإذا ما تهاون أو تحجج أو استكان للمبررات، فإنه سوف «يزل» في النطاق الأصفر، وإذا لم يفق ويصحح بسرعة اتجاهه وأداءه، فإن النطاق الأحمر سوف يلتهمه و«يحذفه» من قائمة الشرف الذهبية، التي تتأسس على الإنتاج والإنجاز والحلول المبدعة.

ولهذا وجدنا بلادنا، بفضل الله وجهود المخلصين، تحقق في خمس سنوات، ما كان يتطلب عقودا.

وكي نكون منصفين فإن المسئولين السابقين أيضا قد أدوا مهماتهم بكفاءة طبقا لنمط الإدارة والأسلوب السائد في وقتهم، وقد أنجزوا، وأدوا أمانتهم، بأفضل ما يمكنهم، لكن المرحلة الراهنة تتطلب أسلوبا جديدا من التفكير الإداري، نظرا لتوسع المسئوليات وتعاظم المتطلبات الجديدة، في التنمية الاقتصادية والصناعية وتنشيط موارد قديمة وابتكار موارد جديدة، مثل السياحة والطاقة المتجددة والرقمنة وتنشيط صندوق الاستثمارات العامة. وهذه تؤدي إلى توسع إداري وتتطلب أسلوبا جديدا في الإدارة والحوكمة والثقافة الاقتصادية المهنية، والحضور الذهني النشط المستعد للتدخل وتعديل الخطط وأساليب الإدارة والإنتاج.

* وتر

وطن العلياء المبارك.. والأمل والمبدعات

أقمار في العلا ونجوم تجوب الوهاد..

إذ تضيء يد النعمى..

وأفئدة تلهج بدعاء..

malanzi@alyaum.com