أكابر الأحمدي - جدة

مثقفون: فتح قلبه لشعبه بشفافية وصدق فأثلج الصدور وأراح النفوس

ثمَّن عدد من المثقفين ما جاء في الحوار التليفزيوني الذي أجراه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، مؤكدين أنه حمل رسائل مهمة ورؤية متفائلة حول القضايا الرئيسة التي تهم المواطنين والمقيمين في الداخل، وأجاب بشفافية ووضوح وصدق عن استفهامات مختلفة نشأت بفعل مؤثرات شتى في خواطر المواطنين، وجدد الأمل وهو يستعرض بلغة الأرقام، مشفوعة بالتعليل والتدليل، نتائج الثلث الأول من عمر الرؤية، والنتائج التي فاقت التوقعات الأولى، وكسرت مستهدفاتها لتخلق مستهدفات جديدة.

قائد جريء

فيما قال الأديب والناقد د. سعد بن سعيد الرفاعي: لم أتفاجأ بما جاء في لقاء سمو ولي العهد، لأنني بحمد الله تعالى قرأت شخصيته مبكرًا وامتلأت نفسي ثقة برؤيته، لأنه قائد تحويلي من الطراز الأول لديه الجرأة والشجاعة على التغيير، وضع أهدافًا محددة، وكانت أفكاره واضحة معلنة، وانطلق صوبها بكل قوة، وكان وما زال شغوفًا بحب العمل، منتميًا لوطنه وساعيًا لمستقبله وازدهاره، ممتلئًا ثقة بالله أولًا ثم بنفسه، أمينًا مخلصًا لما أُولي له من مهام، قرأ بوضوح واقع الوطن واحتياجاته قبل أن يتولى مسؤوليته، ومن ثم قامت الرؤية وانطلقت على احتياجات حقيقية للوطن، وأجزم أن كل المتابعين لواقع الحياة في المملكة يلمسون بوضوح هذا التغيير الذي طرأ على المجتمع في شتى المجالات، تغييرا على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي، وعلى الصعيد الحياتي بشكل عام، فاتجه نحو تجويد الحياة، ونحو تحقيق الأمن الشامل والمستدام للوطن.

ثقافة شمولية

وأضاف: أما على الصعيد الثقافي، فقد أعلنت الوزارة تأسيس عدد من الهيئات التي تعنى بالثقافة بمفهومها الشمولي، والتي تسعى لتعميق مفاهيم جديدة نحو ثقافة السياحة والسياحة الثقافية التي تندرج ضمن العمل الرؤيوي المستهدف توجيه البلاد توجيهًا سياحيًا واعيًا، فكانت هيئات للآثار والأدب والترجمة والأزياء وغيرها، وأثق أن قادم العمل الثقافي سيكون أكثر فاعلية، ولعل هذه الفاعلية من أبرز السمات المميزة للرؤية وللرجل الذي يقف بقوة خلفها.

مستهدفات جديدة

أما عضو هيئة التدريس جامعة الطائف الشاعر د. أحمد الهلالي، فقال: جاء لقاء ولي العهد -يحفظه الله- مطرًا هنيئًا يروي استفهامات مختلفة نشأت بفعل مؤثرات شتى في خواطر المواطنين، أسبغ بوضوحه وشفافيته وصدقه وثقته وتفاؤله نعماء الراحة، وجدد الأمل وهو يستعرض بلغة الأرقام، مشفوعة بالتعليل والتدليل، نتائج الثلث الأول من عمر الرؤية، النتائج التي فاقت التوقعات الأولى وكسرت مستهدفاتها لتخلق مستهدفات جديدة.

بدد المخاوف

وأضاف: جاء حديث سموه عن التعليم مبشرًا، حين بدد المخاوف بتأكيد التزام الحكومة بمجانية التعليم والصحة، وبين تقسيم التعليم إلى ثلاث فئات، التعليم العام والعالي، والمجتمعي المتعلق بتوفير التقنيات الفعالة التي تسهل الحصول على المعلومة، ويلفت تركيزه إلى المهارات بتقليل حجم المعلومة في المقررات، واستغلال المساحة لتزويد المتعلم في مراحله الأولى بقدرات اكتساب المهارات الداعمة للتعلم المستمر، وهذه الجزئية تتصل مباشرة ببرنامج «القدرات البشرية» كما ورد في رؤية 2030، فهو يستهدف رفع كفاءة الفرد وتزويده بالمهارات والقدرات؛ ليستطيع المنافسة في أسواق العمل محليًا وعالميًا.

رافد إستراتيجي

وتابع: أما السياحة، فلا يخفى اهتمام سموه الكبير بها، واعتبارها رافدًا إستراتيجيًا للدخل المحلي، وعدد المشروعات العملاقة التي يتم إنجازها في مختلف مناطق المملكة، الأمر الذي سيسهم في توفير فرص استثمارية ووظيفية كبرى تسهم في خفض معدلات البطالة، وتبرز ثقافة وهوية الإنسان السعودي، ويصل حديثه عن السياحة بموضوع البيئة، والتشريعات والإجراءات العملية، والأفكار النوعية التي تسعى الحكومة لتحقيقها، سواء فيما يتعلق بحماية البيئة أم توسيع رقعة الغطاء النباتي، وعلى صعيد الصحة، كان الحديث مبشرًا بأحقية المواطن بالرعاية الصحية المجانية.

حديث المكاشفة

وقال الأديب محمد المنصور الشقحاء: جاء حديث سمو ولي العهد ليؤكد أننا انتصرنا على الخوف والتردد والانكسار، وإننا خلال السنوات الخمس التي مرت نصعد سلم المستقبل والتطور والحداثة والتنمية والبناء، ولم يعد لدينا هم إسكان، وتحولنا من مستهلكين إلى شركاء في الصناعة والبناء والتنمية على مستوى العالم، بل أصبح العالم بحاجة إلينا، ويبارك طموحنا، وأصبحت الرياض خضراء، والمملكة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب كتلة نور ومعرفه، وهكذا جاء الحديث مكاشفة صريحة بأننا قادرون على تحدي المستحيل.

القضايا الأساسية

واستعرض أستاذ اللسانيات بجامعة الملك سعود بالرياض المفكر والكاتب د. فالح العجمي أبرز ما جاء في الحوار قائلًا: استهداف الحوار القضايا الرئيسة التي تهم المواطنين والمقيمين في الداخل، وأبرزها قضية البطالة التي تهم شريحة كبيرة من المواطنين، والحديث عنها بالأرقام وليس بالعموميات واستهداف خفضها من النسبة الحالية 14 % إلى 11 % خلال هذا العام، مع السعي إلى الوصول إلى 7 % عام 2030، ويليها في الأهمية قضية الضريبة، التي أبدى سمو الأمير ألمه من الاضطرار إلى رفعها من 5 % إلى 15 %، وأكد أن ذلك كان السبيل الوحيد لتفادي خفض الرواتب، لكنه وعد بأن تعود إلى 10 % خلال فترة لا تتجاوز أربع سنوات، كما تناول القضية المؤرقة لكثير من العائلات السعودية، المتمثلة في أزمة الإسكان، وأيضا بالأرقام، أوضح سموه تحقيق ارتفاع في نسبة تملك السعوديين مساكنهم خلال السنوات الخمس الأولى من الرؤية، لتصل إلى 60 %، بعد أن كانت في حدود 47 % قبل بدء تلك المرحلة.

بشرة خير

وأضاف: في الشأن الاقتصادي، استعرض ولي العهد قضايا مهمة للمواطنين وللاقتصاد السعودي بصورة عامة، أهمها كان حديثه المسهب والمبشر بالخير عن صندوق الاستثمارات السعودي، الذي أوضح أنه حقق في المرحلة المنتهية ارتفاعًا يزيد على الضعف في أرباحه، وأنه يسعى في المرحلة القادمة أن يكون التركيز على النمو، وأن يسهم في الإنفاق التمويلي على مشاريع الداخل، كما بشر سموه بآفاق تحول «أرامكو» إلى شركة صناعية عالمية رائدة، وفي الشأن السياسي، كان يتحدث بهدوء وعقلانية عن دول الجوار، خاصة إيران التي وصفها بالجارة التي يتمنى أن نكون معها في سلام، كما تحدث بلغة السياسة عن الحوثيين ومستقبل اليمن.