عبدالرحمن آل عويض - رأس تنورة

التوعية بالإسعافات الأولية ضرورة لحماية الأطفال

رصدت «اليوم» في جولة ميدانية بمركز الهلال الأحمر في محافظة رأس تنورة، جهود المسعفين وتفاصيل العمل بغرفة عمليات تلقي البلاغات الرئيسية بالمنطقة الشرقية، لافتين إلى عدم وجود حدود للعمل بين المدن والمحافظات المختلفة، وأن جميع سيارات الإسعاف قديمة أو حديثة تحتوي على جميع التجهيزات اللازمة، سواء كانت مخصصة لفرق إسعافية أو فرق متقدمة، وتكون مجهزة بجهاز الصدمات، أو التنبيب، وجهاز تخطيط القلب، وجهاز التنفس الصناعي، إضافة إلى الأدوية.

حوادث وازدحام

وقال المسعف المناوب علي هزازي، إن كل فريق يعمل «شفت» 24 ساعة كاملة ثم إجازة 3 أيام، مبينا أن الحالات في رمضان لا تختلف عن الأيام العادية، إلا بوجود حالات «المضاريات» بالأماكن المزدحمة وأغلبها حالات لكبار السن أو حوادث على طريق رأس تنورة - صفوى أو رأس تنورة - الجعيمة.

معلومات مبدئية

وأضاف: إن البلاغات خلال الشهر الكريم تكون في الغالب 2 إلى 3 بلاغات بحكم صغر مساحة المحافظة، وتتمثل في حالات الاشتباه بكورونا أو انخفاض السكر. مبينا أن البلاغ يبدأ بالاتصال على رقم الهلال الأحمر ونرد على التابلت ونأخذ المعلومات ثم نتجه إلى سيارة الإسعاف، ثم تظهر معلومات الحالة المبدئية والمتوافرة لدى «العمليات»، ثم نحصل على موقع الحالة ونتوجه إليه ونحن مرتدون السترة والكمامة وواقي العين مع أخذ الاحتياطات والاستعدادات اللازمة.

طبيب مختص

وتابع: عند الوصول لموقع الحالة يتم مباشرتها على أنها حالة عادية وننقلها إلى المستشفى بناء على التوجيه من القيادة أو الطبيب المختص. لافتا إلى أنه لا توجد حدود لكل مركز، لأن الأقرب هو المنوط به مباشرة البلاغ، موضحا أنه لو وقع حادث بالقطيف وفرقه الإسعافية مشغولة بآخر، يتم توجيه البلاغ لنا للتعامل معه.

شد وجذب

وأشار إلى أن أغرب بلاغ تعامل معه، هو تلقيهم بلاغا عن مرض أحد كبار السن، وعند الوصول للموقع وبالسؤال عن حالة المريض، أخبرنا نجله أنه بخير ولكنه يريد أن ننقل والده إلى الأحوال المدنية، وحاولنا التوضيح له بأن هذا الأمر ليس من اختصاصنا لكنه ظل مصرا على مطلبه، وبعد شد وجذب اقتنعا بكلامنا.

تعزيز التوعية

وذكر أن الحالات التي تظل محفورة في ذاكرة أي مسعف، هي البلاغات التي تصل من الأهالي عن إصابة الأطفال وهم يجهلون الإسعافات الأولية لإنقاذ أطفالهم، مؤكدا أهمية تعزيز التوعية المجتمعية بها من خلال القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي.

غرفة العمليات

وأشار إلى أن غرفة العمليات الرئيسة لديها جهاز وشاشة كبيرة مرتبط بها جميع سيارات الإسعاف المتواجدة بالمنطقة، وكل سيارة يتواجد بها شريحة، وكذلك جهاز التابلت يوجد بداخله شريحة، وبذلك يكون لديهم كل التفاصيل بشأن موقع السيارة ومسار تحركها، وعند وقوع حادث، يتم مشاهدة الخريطة لمعرفة أقرب فريق للموقع وتوجيهه بمباشرة الحادث حتى ولو في مدينة أخرى.

تفاصيل وملاحظات

وأوضح أن البعض قد يتذمر من تأخر سيارات الهلال الأحمر رغم أن المركز قريب من منزله، والسبب في ذلك هو قدوم سيارة من مدينة أخرى لأن فرق المركز القريب منه مشغول بحالة أخرى، ولفت إلى أن شاشة غرفة العمليات دقيقة جدا وتظهر خلالها الفرق الجاهزة باللون الأخضر، والفرقة المتوجهة لمباشرة بلاغ باللون الأحمر، إضافة إلى تفاصيل أخرى مثل المدة التي استغرقتها الفرقة منذ خروجها لمباشرة البلاغ، وتسجيل أي ملاحظات في حال التأخير أو التعطل وذكر الأسباب حتى لا يحتسب تقصيرا.

حالة محتجزة

ولفت إلى أنه منذ استقبال البلاغ وحتى ركوب سيارة الإسعاف أمامك 60 ثانية كحد أقصى، وفي حال استغراق وقت أطول من ذلك يحاسب المسعف على تقصيره، أما الوقت المستغرق من الخروج إلى الوصول للموقع فليس محددا، وعند الوصول للحالة يكون لديك 10 دقائق للكشف ونقل الحالة للمستشفى، ولكن هناك حالات استثنائية تضطرنا للتأخير، مثل الحالات المحتجزة والتي تتطلب وجود الدفاع المدني، وكذلك الحالات المتواجدة بأدوار مرتفعة فيتم إبلاغ العمليات لكي لا يحتسب التأخر تقصيرا، وحالات كورونا لا يتم نقلها إلا بعد الاتصال بالطبيب، وهو الذي يحدد هل ننقلها أم لا.

تجهيزات عالية

وقال المسعف فيصل العنزي، إن جميع سيارات الإسعاف قديمة أو حديثة تحتوي على جميع التجهيزات اللازمة سواء كانت مخصصة لفرق إسعافية أو فرق متقدمة، وتكون مجهزة بجهاز الصدمات، أو التنبيب، وجهاز تخطيط القلب، وجهاز التنفس الصناعي، إضافة إلى الأدوية. مبينا أنه لا يقل عدد المسعفين عن اثنين، داعيا إلى أن يأخذ المسعف بدل قيادة.

مصابة بالزهايمر

ولفت إلى أن حالات كبار السن تظل محفورة بذاكرة المسعفين، مشيرا إلى أنه خلال تعامله مع إحدى الحالات وهي سيدة مسنة مريضة بالزهايمر، ولدى التوجه إليها تفاجأ بالشبه بينها وبين والدته -رحمها الله-، متابعا: عندما نظرت إليها كأني أرى والدتي.

حادث سير

وأضاف: إن من الحالات العالقة بذهنه، هو لدى تعامله مع حادث سير مروع لسيارة تحترق بداخلها شخص محتجز، والنار تأكل أجزاءها، مضيفا إن المنظر كان مؤلما، والأشد إيلاما هو فشلنا في الوصول إليه وإخراجه، مبينا أن هذا الموقع ظل مؤثرا فيه لفترة طويلة. وأشار إلى أن الحالات خلال شهر رمضان الحالي أقل من الأعوام السابقة بحكم اعتدال الجو وانخفاض درجة الحرارة، وهو عكس ما سبق حيث كانت البلاغات مرتفعة بسبب رطوبة الجو وارتفاع درجة الحرارة.

نقلة نوعية

وأكد أن جهاز التابلت يعد نقلة نوعية في عملهم، لأنهم في السابق كانوا يسمعون البلاغات دون معرفة لأي فرق تم توجيهها، أما الآن فيستقبل التابلت البلاغ المطلوب من الفريق مباشرة وتفاصيل حالته وموقعها، لافتا إلى أن التابلت مرتبط بـ85 فرقة تقريبا بكافة المنطقة الشرقية.