سيف الحارثي - الخبر

االيوم في تجربة ميدانية مع الفرق الإسعافية

باشرت هيئة الهلال الأحمر السعودي بالخبر، 116 بلاغًا خلال العشرة الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، من بينها 24 حالة إيجابية مصابة بفيروس «كورونا» المستجد «كوفيد-19»، و7 حالات اشتباه، وحالتي أعراض لقاح «كورونا»، في الوقت الذي لوحظ ارتفاع حالات المشاجرة بعد مرور 10 ساعات تقريبًا من فترة الصيام خلال الأيام الأولى من هذا الشهر؛ لعدم تأقلم الأشخاص على صيامهم.

وتنوعت الحالات الأخرى التي تباشرها الفرق الإسعافية في عدد 7 مراكز إسعافية بين حالات الحوادث المرورية التي ترتفع في فترتي الإفطار والسحور وبين حالات الأمراض المزمنة.

وعايشت «اليوم»، خلال تغطيتها الميدانية لأعمال هيئة الهلال الأحمر السعودي بالخبر، بمقرها الرئيس بحي العليا، الجهود الكبيرة التي تبذلها الفرق الإسعافية، والطواقم الإدارية، في استقبال البلاغات، ومباشرة الحالات، خاصة خلال شهر رمضان.

وبلغ عدد الحالات بمجموع مراكز الخبر، 86 حالة في يوم الثلاثاء، وهو يوم المعايشة، ورافقت «اليوم»، الفرق الإسعافية في بعض هذه الأعمال، بالخروج معهم لمباشرة حالات معينة، قبل وبعد فترة الإفطار.

استجابة سريعة وتدخل عاجل

سرد المسعف خالد المطيري قصة مباشرة حالة مرضية، في تمام الساعة الرابعة صباحًا، وذلك بعد استقبالهم بلاغا عن امرأة «45 سنة»، تعاني من تشنجات مستمرة، وتم التوجه إلى الحالة على وجه السرعة، وعند الوصول للموقع، تم استقبال الفرقة من قبل ذوي الحالة، وكانت في عمارة سكنية بالدور الثاني.

وتابع: «عند دخول الشقة، وجدنا المريضة شبه واعية، مستلقية على الأرض، بعد نوبة التشنجات التي مرت بها، فتم التعامل معها، ووضعها بالطريقة الصحيحة، وأخذ العلامات الحيوية، وظهرت طبيعية، عدا سكر الدم، الذي كان مرتفعًا، بسبب أنها مريضة سكر وصرع، وتم علاجها بالموقع، بإعطائها أكسجين عالي التركيز، وحقنه بالوريد؛ لعلاج التشنجات، وتم طلب الدعم من قبل العمليات بفرقة إسعافية أخرى؛ للمساعدة في نقل الحالة؛ لثقل وزنها، وصعوبة نقلها من الدور الثاني».

وأكمل: «بعد دقائق وصلت الفرقة الأخرى، وتم نقلها إلى سيارة الإسعاف، ونقلها إلى الطوارئ».

ارتفاع حالات المشاجرة بعد 10 ساعات من الصيام

أكد مدير هيئة الهلال الأحمر السعودي بالخبر مشعل القلعي، أن الجهود المبذولة تتضاعف خلال شهر رمضان المبارك، من خلال زيادة عدد الفرق الإسعافية، لتكون خمس فرق بدلا من أربع فرق في الجداول للمراكز الإلكترونية، وذلك بسبب طول فترة ساعات العمل، ولدعم العمل الإسعافي الميداني، أسوةً بمراكز المنطقة.

وبيَّن أن حالات الحوادث المرورية ترتفع في وقت الإفطار، وكذلك السحور، وحالات المشاجرات بعد مرور 10 ساعات على الصيام، خاصةً في الأيام الأولى؛ لعدم تعود الناس على القدرة في الصوم، فيما تباشر الفرق الإسعافية حالات أمراض السكر من كبار السن، قبل وبعد الإفطار، بسبب اختلاف أوقات العلاج.

وأضاف القلعي: إنه تم تشكيل فرق خلال الفترة المسائية على كورنيش الخبر مع الجهات الحكومية، وذلك من خلال تأمين فرقتين في الواجهة لكورنيش الخبر، بناء على توجيهات مدير عام الفرع الرئيسي لهيئة الهلال الأحمر بالمنطقة الشرقية د. خالد العنزي، بسبب إقبال الناس الكبير على كورنيش الخبر.

وقدم القلعي شكره الجزيل للعاملين بالميدان في هيئة الهلال الأحمر؛ لجهودهم الجبارة على مدار الساعة، في خدمة المواطن والمقيم دون كلل.

رنين جهاز البلاغات اللوحي

أفاد المسعف حسين الطويل بأنه عند إصدار رنين من جهاز البلاغات اللوحي التابع لهيئة الهلال الأحمر السعودي، تتوجه الفرق الإسعافية في أقصر وقت ممكن للحالات، التي تتفاوت خطورتها من حالة لأخرى.

وقال: «توجهنا لأحد البلاغات لموقع الحالة؛ لنواجه مريضا يشكو من ضعف عام في النصف الأيسر من الجسم، ويظهر ذلك على شكل هبوط في الجانب الأيسر من الوجه، وثقل باللسان، وعدم القدرة على رفع الذراع أو القدم من نفس الجانب المتأثر».

وتابع: «نباشر مثل هذه الحالات بالكشف المباشر، وفي مثل هذه الأعراض نشتبه بوجود جلطة في الدماغ لنتأكد من فتح مجرى الهواء بشكل جيد وإعطاء الأكسجين عالي التركيز؛ لننقله لأقرب مستشفى متخصص في علاج الجلطات بأنواعها، وفي حالتنا هذه توجهنا بالمريض نحو مستشفى الخبر الجامعي بالخبر».

الوصول في وقت قياسي.. وفحص مستمر

أشار الأخصائي زكي العباد إلى أحد البلاغات التي باشرها في أيام رمضان هذا العام، إذ استقبلت فرقة العناية بمركز إسعاف الخبر، بلاغًا بوجود حادث تصادم وإصابتين بليغتين، فتوجهت الفرق للموقع في وقت قياسي، مع أخذ الحيطة والحذر.

وأضاف: «مع وصولنا للموقع، كانت هنالك سيارة إسعاف عند مفترق طريق رئيسي سريع، ومخرج بنفس سرعة الشارع، وكانت سيارة المرور قد أمنت لنا الموقع، وكانوا بجانب المصابين، وعند نزولنا الموقع، كان هنالك أحد المصابين مستلقيًا على الأرض، وتمت تغطية الجزء السفلي من الجسم».

وتابع: «بعد تثبيت رأس المصاب والحديث معه، كان في كامل وعيه، وبدأنا بالفحص الأولي، وعند رفع الغطاء عن المصاب، إذا ببركة من الدماء تحته، ووجود كسور مفتوحة متعددة في كامل الأجزاء السفلية، وكذلك الحوض، وتم إيقاف النزيف، وتثبيت الحوض، والأطراف السفلية، والبدء مباشرة بعملية نقله إلى سيارة الإسعاف».

وأكمل: «كانت الإصابة الأخرى تقدم لها الرعاية الطبية من قبل الزملاء، وعند مباشرة المصاب داخل السيارة، وفي طريقنا بالاتجاه إلى الطوارئ بعد التنسيق مع المستشفى، أكملنا الفحص الثانوي، وإعطاء الأكسجين وتعويض النزيف بالمحاليل عن طريق الوريد، وإعادة الفحص كل 5 دقائق، حتى وصولنا المستشفى».