عبدالعزيز العمري - جدة

مختصون: المملكة منحت لبنان عدة فرص لوقف أنشطة التهريب

اتفق أمنيون ومختصون، على أهمية قرار منع دخول إرساليات الخضراوات والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو العبور من خلال أراضيها، إلى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لإيقاف عمليات التهريب الممنهجة ضد المملكة، وذلك عقب إحباط تهريب 2.466.563 قرص إمفيتامين مخدر مخفية داخل شحنة فاكهة الرمان.

كانت آخر أحصائية/‏ كشفت أن السوق السعودية تستحوذ على 44٪ من إجمالي الصادرات اللبنانية لدول الخليج بقيمة 1.5 مليار ريال.

ورادات المملكةوتصدرت السعودية قائمة الدول الخليجية من حيث حجم التجارة مع لبنان بإجمالي 790 مليون دولار موزعة ما بين 401.7 مليون دولار صادرات سعودية للبنان و388.5 واردات سعودية من السوق اللبنانية، ويمثل حجم التجارة بين البلدين 35٪ من إجمالي حجم تجارة لبنان مع دول الخليج.

وتشكل واردات السوق السعودية من السوق اللبنانية، وفقا لآخر إحصائية، نحو 44٪ من إجمالي واردات الدول الخليجية، في حين تشكل واردات السوق اللبنانية من المملكة 30٪ من إجمالي وارداتها من الدول الخليجية.

وتشير بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية إلى أن السلع التي تستوردها المملكة من لبنان تتركز في المعادن الثمينة والأحجار الكريمة بقيمة 388 مليون ريال، بنسبة 27٪ من إجمالي واردات السعودية من لبنان، وتليها الآلات وأجزاؤها بقيمة 124 مليون ريال، تشكل 9٪ من السلع المستوردة من لبنان. والفواكه والخضار في المركز الثالث بقيمة 104 ملايين ريال بنسبة 7٪.

استهداف مباشر

وأوضح المستشار وخبير القانون الجنائي الدولي محسن الحازمي، أن أنشطة الشبكات الإجرامية والإرهابية المتمثلة بحزب الله في لبنان تجاه المملكة، تنفذ لتمويل عملياتهم الإرهابية بالمنطقة وسد كل ثغرات العجز المالي لديهم بعد تعثر الاقتصاد الإيراني الممول الرئيسي لأجنداتهم بالمنطقة من جانب، وكنوع من الاستهداف المباشر للمملكة من جانب آخر.

إجراء ضروري

وذكر اللواء متقاعد سالم الزهراني، أن قرار الداخلية إجراء ضروري لحماية شعبنا والمقيمين على أراضي المملكة من خطر المخدرات، التي يحاول تهريبها مجرمون لا يحبون الخير لا للبنان ولا للمملكة، ويسعون لتحقيق أهداف ومصالح جهات أخرى تسعى لتدمير أبناء الشعب السعودي والمقيمين على أرض المملكة.

وأضاف الزهراني، إن المملكة حريصة على الشعب اللبناني ولا تريد إلحاق الضرر بالمزارع اللبناني، ولكن القرار إجراء ضروري لمنع تلك الممارسات والأنشطة الإجرامية، التي تستهدف بلادنا، وعلى السلطات اللبنانية أن تقوم بما يلزم للقضاء على المتورطين في عمليات تهريب المخدرات.

وقال الباحث في الشأن الأمني والإستراتيجي د. فواز كاسب إن حزب الله بالتعاون مع طهران، سعى خلال السنوات الماضية، لتهريب المخدرات إلى أرض الوطن، مشيرا إلى أن تلك الجريمة مؤشر ودليل واضح على استمرار استهداف أرض الحرمين.

وأضاف إن قرار منع استيراد الفواكه من لبنان امتداد لإستراتيجية حماية الأمن الوطني وهو ما تنفذه القيادة لحماية أراضيها من كل تهديد مادي أو معنوي.

تضييق الخناق

وأكد اللواء متقاعد متعب العتيبي، أن هذه الأعمال الإجرامية مقصودة ومنظمة، وتحمل بصمة حزب الله اللبناني، وهو يقصد من خلال هذه العملية تدمير الشباب سواءً بالسعودية أو الوطن العربي تنفيذًا لأجندة دولة إيران المارقة والإرهابية، التي تصدر الإرهاب والفوضى إلى دولنا العربية من خلال أذرعها وميليشياتها، إضافة إلى الحصول على المال بهذه الطرق الدنيئة نظرا لازدياد الخناق على أنشطة الحزب من الدول الغربية.وأضاف العتيبي: إن هذا العمل الإجرامي ليس الأول، بل تكررت عمليات التهريب من لبنان مرات عديدة، وأبلغت المملكة الحكومة اللبنانية بهذا الأمر، وحينما استمرت الوتيرة، اضطرت السلطات السعودية لاتخاذ القرار الأخير.

آفة مدمرة

وأوضح القاضي بالمحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة وجرائم الإرهاب سابقا د. يوسف الغامدي، أن سيادة المملكة على أراضيها تقتضي الدفاع عنها والدفاع عن الدول المجاورة، ولها كامل الحق في اتخاذ ما تراه من إجراءات تضمن سلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها من أي مخاطر قد تهدد أمنها الوطني، وآفة المخدرات تهلك الحرث والنسل وتدمر المجتمع وتخلخل قواعده وأركانه، وهي بذلك من أعظم المخاطر، التي يتوجب التصدي لها ومحاربتها.